لا أدري هل قرأ حميد شباط كتاب ” الأمير” لمكيافيلي أم لا، لكن يبدو أن كل الطرق ستؤدي إلى روما و لو بواسطة تقنيات وآليات ميكيافيلية.
بعد أن قطعت عنه قيادة الاستقلال الطريق أمام الإنتخابات المقبلة، قفز الأمين العام السابق لحزب علال الفاسي، فجأة من اليمين المحافظ إلى اليسار غير المحافظ ، حتى لا نقول اليسار الشيوعي، باعتبار أن جبهة القوى الديمقراطية هو فصيل منشق عن حزب التقدم و الإشتراكية ذي الماضي الشيوعي.
يبدو أن العمدة السابق لا يهمه لا يمين ولا يسار ولا وسط، لأن الغاية تبرر الوسيلة. والغاية هنا هي عمودية فاس، لأنه قرر أن يعود للعمودية في الإنتخابات التشريعية المقبلة المزمع تنظيمها في شتنبر المقبل مهما كان الثمن و لو تحالف مع النهج الديمقراطي رغم أن هذا الأخير يقاطع بل قاطع كل الإنتخابات التشريعية منذ أكثر من عشرين سنة.
كان الجميع ينتظر أن يترشح حميد شباط
باسم الحركة الشعبية، أو باسم التجمع الوطني للأحرار، لكن يبدو أن تدخلات نزار بركة، هنا و هناك، حالا دون أن يتم ذلك.
الزميلة ” اليوم 24″ قالت أن شباط كان يقوم بعملية “تمويه سياسي” ليس إلا، في الوقت الذي كان يرتب انتقاله إلى حزب جبهة القوى الديمقراطية، الذي تجمعه مع أمينه العام السابق، الراحل التهامي الخياري علاقات جد قوية، امتدت إلى عائلة الخياري، كما تجمعهما قرابة عائلية.