فتح السندباد عينيه سنة 1945، بقبيلة “البرانس” بإقليم تازة. التحق بالكتاتيب القرآنية، ثم بجامع القرويين بمدينة فاس لمتابعة تعليمه الابتدائي والثانوي، وبعدها تابع دراسته الجامعية، ليتكلل مساره بإجازة في الأدب العربي. وفي سنة 1972 حصل على شهادة استكمال الدروس في الأدب المغربي الحديث، ثم دبلوم الدراسات العليا سنة 1989عن رسالته ” تأبط شعرا”، التي صدرت في كتاب في ما بعد.
اشتغل أحمد بوزفور أكاديميا بالشعر باحثا ومدرسا في الجامعة المغربية، أما في إطار الكتابة الإبداعية، فمال إلى القصة القصيرة، وظل وفيا لها، بحيث لم ينزح إلى الرواية كتابة، أو إلى غيرها من الأجناس الأدبية.
في سنة 2002 رفض جائزة المغرب للكتاب، التي تقدمها وزارة الثقافة، احتجاجا على الوضع الثقافي آنذاك، وبسبب ضعف المقروئية. إلى جانب أسباب أخرى ضمنها في بلاغ أصدره وقتذاك.
بنى الأستاذ أحمد بوزفور منجزه السردي على المتح من الموروث الثقافي الشعبي، إذ يرسم داخل نصوصه القصصية ملامح الثقافة الشعبية، التي تتبدى من خلال استعانته بأمثال شعبية وبلغة مغربية دارجة في هيكلة البنية السردية لنصوصه.
فمنذ نشره لأولى قصصه “يسألونك عن القتل” في جريدة العلم (1971)، توالت إصداراته القصصية التي جمع أغلبها في كتاب عنونه ب “ديوان السندباد”. وقد سئل مرة عن سبب اختياره لهذا العنوان، فقال” إذا رجعنا إلى’’ ألف ليلة وليلة‘‘، فسنجد أن السندباد كان يجلس في الديوان ويحكي رحلاته لأصدقائه، فلم لا نعتبر الديوان بهذا المعنى، ديوان السندباد، أنه مجرد مجلس يحكي فيه قصصه. والديوان كلمة فارسية، وفي اللغة العربية تعني إدارة، ثم تطورت في العصر العباسي لتصبح مرادفا للمجلس. وفي ديوان السندباد القصصي بعض الآفاق الشعرية، أيضا، بحيث يمكن أن نسميه ديوانا”. بالإضافة إلى اشتغاله الأكاديمي بالشعر بحثا ودراسة.
أحمد بوزفور ماكينة تشتغل بتؤدة، وفي صمت، وتأخذ وقتها الكافي لإنتاج نص أدبي قوي، مما يفسر زهدها في النشر. فهو الذي قال في حوار سابق ” أقرا ما كتبت على أصدقائي، فإذا أعجبهم وطلبوه للنشر أدفعه لهم، وإلا بقي في أدراجي. نقطة. انتهى.”
سندباد القصة يتوارى إعلاميا، فهو غابر عن البرامج الثقافية، تقريبا، ظاهر، غالبا، في الملتقيات التي تظل في دائرة الهامش. كيف لا وهو الذي ينتصر للهامش، ويخوض في تفاصيله، ويحكي على لسان شخصياته.