المحجوب مزاوي يلقي قصيدة “قطر الندى” بمناسبة احتفاء قطاع التواصل بموظفاته في اليوم العالمي للمرأة. (8 مارس 2022).
المكان: بهو قطاع التواصل بمدينة العرفان. (الرباط)
الزمان: يوم الثلاثاء 8 مارس 2022.
كلمة الشاعر:
بسم الله الرحمن الرحيم:
إخواني أخواتي
يسرني أن أقدم إليكم قصيدة شعرية تحت عنوان “قطرُ الندى” بمناسبة احتفاء قطاع التواصل بموظفاته والذي يقترن في كل سنة باليوم العالمي للمرأة.
وقد حاولت فيها توظيف واستلهام بعض معطيات التراث والتاريخ للخروج قليلا عن الأساليب التي اعتمدتها في قصائدي الأخرى المخصصة لهذه المناسبة.
فأرجو أن تروقكم وتنال إعجابكم.
نص القصيدة:
” قطرُ النّدَى“
أنتِ قطرُ الندَى
حينَ ترشفهُ وردةٌ في الصباحْ
ثمّ تنثرُه في الثرَى عنبرًا
وتُباهي بهِ السنواتِ الملاحْ
يستمدُّ من الورد نفحتهُ
ومنَ الفجرِ رقتهُ
ومنَ الضوء بسمتهُ
يجعلُ القلبَ في نشوة وانشراحْ
أنتِ روحُ الشذى
عطّرَتْ بالسّنا
أسْكَرَتْ بالمُنى
كلّ ما في الدّنى
بَزّ مفعُولُها
فعْلَ كأسٍ صُراحْ
لكِ إشراقةٌ
نوّرَتْ دربَنَا
غَمَرَتْ باهتزازاتِ عُمْق الأنا
كلّ ما ذرَأ الله فينا ومِنْ حَوْلِنا
كمْ يراعٍ تحيّرَ في وصْفهَا
ولِسانٍ تعَثرَ رَغمَ الكلامِ المُباحْ
جُلتُ بالأمسِ في خاطِري
وسَهِرْتُ لأحصيَ مجْدًا
منَ الزمن الغابرِ
فرأيتُ الأنوثة قطباً
يزيّنُ تاريخَنا ويُجدِّدُ في الحاضرِ
فنساءُ النبي
أمّهاتُ الذين اتقوْا واهتَدوْا
كُنَّ يلهمْنَ عيْناً وقلباً منَ الناظرِ
كُنَّ نهراً يسوق المحبة والنور
في عالم الروح والظاهرِ
وتذكّرتُ كلّ النساءِ اللواتي
بَنينَ العلومَ، رَعَيْن الفنونْ
نَظمْنَ القريضَ، كَتبنَ المتونْ
حَمَيْنَ الذمارَ، حرسْن الحصُونْ
وألهمْنَ أولي النُّهى في شؤونْ
كأمّ البنينَ،
وخنساءِ صَخْرٍ
ونازكِ شعْرٍ
وكلِّ اللواتي بهَرْنَ العيونْ
تذكرتُ صالونَ “ميّ“
والأحاديثَ ذاتَ الشجونْ
تخيلتُ ولّادة الحُكْمِ والجاهِ
تَنظِمُ أشعارَها في سُكُونْ
تأمّلتُ “فانُو” التي رابطتْ
وتحدّتْ فلولَ الكتائبِ حتىّ المنونْ
شهرزادُ التي حيّرتْ شهرَيارْ
جعلتْ ليلهُ مُشرقاً كالنهارْ
وسَبَتْ عقلهُ فانتشَى بانبِهَارْ
شهْرزادُ العُلَى والسَّنا والمَنارْ
ما حَكَتْ غير قصَّتها والمَسَارْ
شجَبتْ وأدَهَا، جدّدَتْ عَهدَها
أوضحَتْ قصدَها، رسَّختْ مجْدَهَا
أسّستْ عيدَها، استنفرَتْ غِيدَها
ثمَّ آلتْ عَلَى نفسِهَا
أنْ تزيلَ القيودَ
وأنْ تتحَرّرَ رَغْمَ الحِصَارْ
شهرزادُ التي ألهَمَتْ شهْريارْ
هي زينبُ “أغْمَاتَ” إذْ تُسْتشارْ
ثمَّ تعلُو وترْسُو على نسْمةٍ في أذارْ
شهرزادُ التي أثخَنَتْ شهْرَيارْ
ترتدي اليوم في حفلها
حُلة من فخارْ
حَمَلَتْ بسيوفِ المَعَانِي
ولَحْظِ الغوانِي
ولَحْنِ الأماني
وسِحْر البيانِ
على عادياتِ الزمانِ
وردَّتْ لحَوْزَتٍها الاعْتبارْ
ثم سُرَّ الذي كانَ بالأمْس
يسْعَى لمَحْو الشنارْ
ويُشهرُ سيفَ انتقامٍ
ويَصْنَعُ ملحمة بالدِّمَا والدَّمَارْ
=شهرزادُ التي ألهمَتْ قوْمَهَا
هي “قطرُ الندَى“
حينَ ترشُفهُ ورْدةٌ في الصَّباحْ
ثمّ تنثرُهُ في الثرَى عنْبرًا
وتُباهي به السَّنواتِ المِلاحْ
اسمعُوا صوتَ مهجتِها عالياً
فهو بابُ التقى والنّقا والصّلاحْ
واقرؤُوا في حكاياتِها حِكْمَة
تلهمُ القلبَ والعقلَ سِرَّ النجاحْ
واعْلمُوا أنّ فجْراً جميلاً أتى
كلمَا أفصحتْ بالكلام المُباحْ“
الرباط في 8 مارس 2022