مونديال استثنائي
أسدل مونديال قطر 22 الستار على أعظم بطولة رياضية في العالم، شغلت الناس نحو الشهر وسط مشاعر متضاربة من الفرح والترقب والحزن، وحققت دولة قطر الرهان الكبير بكل اقتدار، من خلال التنظيم المبهر وجودة الخدمات والأمن وكرم الضيافة العربية، ونجحت في تسجيل أهداف كثيرة في مرمى المغرضين الذين حركتهم حملات التحريض الإعلامي الغربي، المسكون بأوهامه المركزية المناوئة لكل ما هو خارجها. وإذا كان سحرة الأرجنتين ظفروا بكأس العالم وبذلوا العرق والمتعة والقوة من أجلها، فإن أسود الأطلس أبهروا العالم بأدائهم البطولي وروحهم القتالية ومهاراتهم الفنية طوال المباريات السبع التي نازلوا فيها منافسيهم، بل كانوا قاب قوسين ـ لولا التحيز والظلم التحكيمي- من تلك الكأس. لكن يكفيهم أن مثلوا العرب والأفارقة خير تمثيل، وجسدوا من خلال لعبهم المتفاني قيما إنسانية عالية.
وقد استقبل المغاربة أسود عرينهم استقبال الأبطال العائدين بكلّ انتصارات الحب والجمال والحماسة والثقة في النفس، وهم يخترقون بحافلتهم المكشوفة شوارع العدوتين سلا والرباط، حتى حطّتْ بهم في باحة القصر الملكي، حيث التقاهم عاهل البلاد محمد السادس مع أمهاتهم، ووشحهم بأوسمة ملكية. كما عبّر المثقفون والأدباء عن إعجابهم بفريقهم الوطني، «للمسار المشرّف والأداء الكروي البُطولي الذي ميّز حُضورَه خلال مبارياته كافة، التي خاضها خلال هذا المونديال» كما جاء في بيان بيت الشعر في المغرب، وأضاف: «إذ يُهنّئ ويشكرُ الفريق الوطني على نجاحِه في تحْقيق الحُلم العربي والافريقي الذي كان يبدُو مستحيلا، ينوّهُ، من جهة، بالالتفاف الجماهيري المغربي والعربي والافريقي الذي سجّلته مُدرجات ملاعب كرة القدم في العاصمة القطرية حول هذا الفريق، وهو ما كان مَصدر حماسة وعزيمة له على الارتقاء في مَدارج النصر، كما يُنوّه، من جِهة ثانية، بالصّدى المبهج الذي خلّفه الإنجاز المغربي في عددٍ من العواصم الافريقية والعربية، التي احتضنت جماهيرُها انتصاراتِ منتخبنا، وجعلت منه انتصارا بطعمٍ عربي وافريقي».
ونوّه بيان اتحاد كتاب المغرب «بهذه الانطلاقة المتجددة للفرح الرياضي المغربي، حرصا منه على تعميق المجرى الإيجابي لهذا الفرح، واستدامته في كل حقول الرياضة في وطننا، للتمكن من إدراج منجزاتها في سجلات ثقافتنا وسيرورتها مع فكرة الحياة» مؤمنا «بأن أسئلة الكرة والرياضة المغربية، هي أيضا أسئلة ثقافية بامتياز، وعيا منه بأن خطابات الثقافي غير محدودة ولا متناهية، فهي أسئلة تصوغ جوهر الحياة وتؤسس لمشاريع الانتماء الصريح إليها، ولعل هذا ما يفضي إلى كتابة تاريخ حقيقي لانتصارات رياضية وطنية، ممتدة في محليتها وكونيتها».
العائلة، فلسطين ولا شعور المهزومين
ورغم أن معظم لاعبي الفريق المغربي ولدوا في المهجر الأوروبي ويعيشون فيه، بل صُقلت مواهبهم في نواد أوروبية، إلا أنهم لم ينسلخوا عن قيم وطنهم الأصلي وتربته الثقافية: رضى الوالدين، حب الوطن، إخلاص النية، السجود لله، العمل الجماعي، الروح القتالية (الغرينتا) الاعتراف بالفضل. وظهرت أمّهاتهم في احتفالات الفوز داخل الملعب وعلى مدرجاته بمثابة انعكاس حقيقي لهذه القيم ودرجة ارتباطهم الوجدان بها، كـ»أنّ الأمومة – على حد تعبير إلياس خوري- هي وطن من فقد وطنه». وكتب عالم البلاغة محمد الولي: «حينما لاحظت قوى الشر الغربية أن الفريق الوطني المغربي، أثار في المونديال القطري إعجاب الإنسانية الفاضلة عبر تشبثه بالأواصر الأسرية واحترام الأمومة والتعلق بالدين والهوية العربية والأمازيغية ورفع العلم الفلسطيني إلى جانب المغربي، سعت إلى تكسير هذا المشروع الحضاري البديل لأخلاق الشذوذ والعربدة والعري واسترخاص الشرف والعبث بالقيم الإسلامية. لقد تمكن الفريق الوطني بشكل مذهل وعفوي جدا من كشف عورة الغرب وبيان خسته». وعقب كل انتصار للفريق المغربي، كانت ساحات الفرح والتهليل الجنوني تنفجر في العالم العربي وفي أماكن متفرقة من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، مثلما في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تفننت في صياغة جمالية اللحظة المغربية بضروب من ألوان الزينة وسعة الحلم والقدرة على استعادة الثقة والشعور بالكرامة المهربة، إلى درجة أنها نفّست عن لاشعور تاريخي جريح، وتماهت بدرجة من الحماس الاستيهامي مع وقائع من التمثيل الجمعي للماضي إذ تدافعت ـ بكيفية رمزية – صور طارق بن زياد وأحصنة معركتي الزلاقة والملوك الثلاثة ونوستالجيا الأندلس المفقود. وحين رُفع العلم الفلسطيني من طرف اللاعبين والمشجعين المغاربة، كانت سيميولوجيا الصورة بدورها تمثل انحيازا إلى القضية العادلة ورفضا للتطبيع مع الكيان العنصري في إسرائيل. وفي هذا السياق، كتب حسن أوريد: «إن هناك شعورا جَمْعِيا انطلق من عقاله في هذا المونديال، من أطراف عدة.
إن هذا المنتخب لم يلعب من أجل الدفاع عن قميص بلده فحسب، لكنه لعب كذلك ممثلا لعالم قائم بذاته. لا شك في أن اللاعبين المغاربة يعرفون أنهم مساندون من الجمهور المغربي، ويعرفون أيضا أن من يساندونهم هم أولئك المنبوذون من كل أنحاء العالم. هل كان هذا الفريق سيحقق هذا الإنجاز إن كانت المباراة في غير الدوحة؟
إن هذا المنتخب لم يلعب من أجل الدفاع عن قميص بلده فحسب، لكنه لعب كذلك ممثلا لعالم قائم بذاته. لا شك في أن اللاعبين المغاربة يعرفون أنهم مساندون من الجمهور المغربي، ويعرفون أيضا أن من يساندونهم هم أولئك المنبوذون من كل أنحاء العالم. هل كان هذا الفريق سيحقق هذا الإنجاز إن كانت المباراة في غير الدوحة؟ ففي الدوحة كان هذا الفريق المغربي يشعر بأنه في بيته، ولا أدل على ذلك أنه في كل مرة كان بعض أعضاء الفريق أو مدربهم يحدثون الناس، كانوا يعبرون عن امتنانهم لمن يهمهم الأمر: الشعب المغربي، والعالم العربي، والعالم الإسلامي، وافريقيا، وبكلمة أخرى: إلى كل المنبوذين. أما فلسطين فقد كانت الحاضر الأكبر في هذا المونديال. في كل انتصار، كان اللاعبون المغاربة يرفعون العلم الفلسطيني، وهم بذلك يُذكرون العالم أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم. أكاد أقول إن هذا المونديال يعد مؤتمر باندونغ الثاني، حيث اجتمع كل منبوذي النظام العالمي سنة 1955 ممن خذلهم الأقوياء، والذين كانوا يريدون فتح كوة. وشاهدنا الأطفال في غزة، والمقاهي في عفرين، والبرلمانيين في أنقرة، والمشجعين في شوارع الجزائر وفي شوارع تعز في اليمن، كبارا وصغارا، يقفزون فرحا بمجرد سماع صفارة الحكم في نهاية مباراة المغرب والبرتغال».
استعلاء غربي وظلم تحكيمي
بيد أن التحيز الإعلامي الغربي، يعلن عن نفسه في كل مواجهة جديدة لفريق أسود الأطلس مع منتخب أوروبي للانتقاص منه، كما صنعت الصحافة الإسبانية حين وصفته بـ»« الأمم المتحدة» واستكثر على الفريق تأهله إلى الدور الثاني بعد إقصائه لفريق الشياطين الحمر، ثم للفريقين الإسباني والبرتغالي: «ومن يتتبع بين سطور الإعلام الرياضي الأوروبي، بخصوص الفريق الوطني، وقد قرأت الكثير من المقالات التحليلية لمباراة المغرب وإسبانيا – يكتب الأكاديمي محمد همام- سيلحظ تضايق الإعلام من المدرب الموهوب وليد الركراكي، ومن تصريحاته، ومن استراتيجيته التأطيرية للاعبين والقائمة على التحفيز المعنوي والروحي والدعم الأسري، فقد وصفه بعض المحللين الأوروبيين، بالفقيه، وبالراهب، وبالأيديولوجي، بل منهم من اعتبره يوظف النساء/الأمهات بشكل فج في خططه، وفي التأثير في اللاعبين! أرأيتم إلى أي حد يذهب الحقد والتحيز؟ إنهم يدركون أنها لعبة، لكنها تقف على أرضية القيم والمرجعيات، إنها معركة الجذور والانتماء والوجود. ويتضايقون من اللغة الدينية للاعبين، ومن الاحتفالات/سجودا ودعاء، وهي تقاليد رافقت النجوم من مختلف العقائد والأديان في كل الرياضات عبر التاريخ. فالرياضة كانت في البدء طقسا عباديا، وظل الدين يسكن الرياضة والرياضة تسكنه.
لكن العقل الكولونيالي الوضعي المتطرف، ما زال يصر على خوض معركته الخاسرة ضد خطاب الدين وخطاب الهوية وخطاب اللغة وخطاب الانتماء. وما زال سجين نزعته الأداتية، ولم تنل منه النزعة النقدية لمدرسة فرانكفورت، وكل نزعات نقد ما بعد الحداثة إلا قليلا».
وعقب فوزهم على منتخب البرتغال، التقط بعض لاعبي المغرب صورة وهم يتوشحون العلم المغربي ويرفعون سبّاباتهم بالحمد لله بفرح وعفوية، شن تلفزيون «فيلت» التابع لصحيفة دي فيلت (العالم) الألمانية، والمعروف بميوله اليمينية، هجوما عدائيا عليهم، متهما إياهم بتوجيه «إشارات جهادية» إذ في زعمه أن «حركة رفع السّبّابة، هي رمزية تستخدمها الحركات الجهادية مثل داعش». مثلما سوقت صحيفة «تاتس» الألمانية لتهمة «معاداة السامية» عندما رفع أحد لاعبي المغرب (جواد الياميق) علم فلسطين عقب فوزهم على إسبانيا. ونعت الشاعر حسن نجمي هذه المواقف الإعلامية بـ»الغباء» وقال: «كيف تجهل مؤسسة إعلامية أن للمغرب حضارته وثقافته ومرجعياته الرمزية، وهي غير الحضارة الغربية، وغير الثقافة الألمانية، وغير النسق الرمزي للألمان. لا أعرف ماذا كان ردّ فعل سفارتنا في برلين، حتى الآن، لكن من حق المغرب أن يعبر عن احتجاج رسمي تجاه هذا التصرف الأخرق حتى لا تتواصل هذه الأوركسترا الحزينة، وهذا الخطاب اليميني الأعمى الذي لا يميز، ولا يفهم، وربما لا يريد أن يفهم. أما الموقف من فلسطين، والموقف المعبر عن الهوية المغربية المنفتحة والمفتوحة على الكون، وعلى العصر، فلا محيد».
كان ثمة حلم عربي افريقي كبير لتحقيق الفوز، تم اغتياله في الكواليس بسبب الفساد والتواطؤ والابتزاز والانحياز التحكيمي، حيث حرم الحكم المكسيكي المغرب من ركلتي جزاء ولم يتم استخدام تقنية الفار.
وفي مواجهته للمنتخب الفرنسي، حركت المنابر و»بلاتوهات» التحليل نظرة استعلائية وعنجهية تجاه العرب وافريقيا، بشكل يعكس لاوعيا موروثا عن زمن ممتد بميثاق كولونيالي جائر وضعه الجنرال شارل ديغول، يتعاظم اليوم بعد صعود اليمين المتطرف الذي يعادي ما هو أجنبي ويتوجس من نهوض المستعمرات السابقة وانعتاقها، التي يستغل أبناءها بخبث ودهاء، بمن فيهم كيليان مبابي الذي ينحدر من أم جزائرية وأب كاميروني. كان ثمة حلم عربي افريقي كبير لتحقيق الفوز، تم اغتياله في الكواليس بسبب الفساد والتواطؤ والابتزاز والانحياز التحكيمي، حيث حرم الحكم المكسيكي المغرب من ركلتي جزاء ولم يتم استخدام تقنية الفار. وتكرر الأمر نفسه في مباراة الترتيب ضد كرواتيا، وهو ما دفع اللاعب أشرف حكيمي إلى الاحتجاج في العلن على رئيس الفيفا ولوّح بشارة دالة من يديه المغلولتين إلى الأعلى. لقد تواطأت قوى الشر وعطلت عجلة الحلم المغربي، لأنها كانت تخشى أن يعقب ذلك تفجر همم الفرق العربية والافريقية التي كانت تحضر لاستكمال المعنى الكوني للإقصائيات لتغادر في الدور الأول وتفسح المجال للفرق الكبرى في التنافس على الكأس، وبالتالي تخشى بروز هندسة جديدة للعبة الأشهر في العالم، تضع حدّا للهيمنة الأوروبية والأمرو-لاتينية، بل قد تشكل بداية نهضة وعي عالمثالثي جديد يحرر الطاقات المكبوتة من أنظمة الاستبداد والقمع والتجارة العابرة للحدود والمتواطئة مع بعضها بعضا. وكتب الشاعر صلاح بوسريف: «فالجميع، بما في ذلك الفيفا، اكتشفوا أنَّ تاريخاً جديداً كُتِبَ في قطر، وأنَّ المغرب، كان قاب قوسين أو أدنى من الكأس، وهذا أحدث ارتباكاً عند الكثير من الغربيين من ذوي النزعة الكولونيالية العنصرية، الذين ما زالوا يقسمون الأرض إلى المتقدم والمتخلف، ويعتبرن عقل الغربي هو الرَّاجح، وأنَّ من ينتمون إلى ما سمَّوه بـ «العالم الثالث» عقلهم ناقص، لا يعمل إلا بعقل هذا الغرب الانتهازي السخيف. العالم، قاطبةً، كان يشجع الفريق الوطني المغربي، واعتبر العرب، بكل انتماءاتهم وعقائدهم وأعراقهم، أنَّ المغرب، بما حققه من انتصارات، وما كان عليه المغاربة من مستوى عال، هو فريق كل العرب، بل هو العرب، الضمير «هُمْ» صار «نحن» وخرج العرب إلى الشوارع، واحتفلوا بانتصارات المغاربة، باعتبارها انتصاراتهم، وهي، فعلاً، انتصارات العرب، لأنَّها غيَّرت رؤية الغرب لنا جميعاً، وساعدت، على الأقل، في استعادة الثقة في النفس، وفي أننا يمكن أن نفعل ما نريد، ونبلغ مستويات متقدمة، ليس في كرة القدم، بل في كل شيء، إذا نحن استطعنا أن نستثمر أموالنا في تأهيل العقل، وتأهيل الفكر، وتشييد مؤسسات للتكوين، وللتربية على الرياضة والمعرفة والفنون، والصناعات، وعلى الابتكار، وخلق الثروة، والاستثمار التنافسي، لا أن نبقى مجرد سوق، أو بنك مساعدات، لحلّ أزمات الآخرين، أو تقديم الصدقات لهم، من أموال خيراتنا التي هي خيرات الشُّعوب، وأرزاقهم».
استلهام الدرس
لقد خلق أسود الأطلس الحدث في مونديال قطر 22، ورفعوا سقف الحلم والتحدي في كل الأزمنة، بعد أن كان الأمر لا يتجاوز منطق المشاركة والتمثيل المشرف. لقد بقوا ينافسون على الكأس حتى آخر يوم في البطولة، ودافعوا عن أدائهم وطريقة لعبهم واختيارات الفنية، والمستقبل أمامهم لأن غالبيتهم شبان في مقتبل العمر وفورة العطاء. كرة القدم أكبر من مجرد لعب أو حلبة للتنافس والركض، إنها مضمار ظل يعجّ بالرموز والمعارك الأيديولوجية، ومصدر إلهام يسطع بالعرق وثمار الموهبة والخبرة، ويصنع معنى الهوية باستمرار. وكما كتب عبد السلام بنعبد العالي ردّا على معظم الذين كانوا يطرحون قضية كرة القدم طرحا أخلاقيا بدعوى أنها تحجب قضايا الكرة الكبرى، فـ»إن الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، نافذة أساس للإطلالة على العالم المعاصر، ولم يعد في إمكانهم نفي أهميتها الاقتصادية والسياحية والسياسية، بل ودورها في تكريس الانتماءات، وتحديد الهويات، وهي تجربة قوية لن نبالغ إن قلنا إنها كانت «لعبة» حداثة و»مباراة» تحديث. وهي المباراة التي لم ينفك الناخب الوطني يجملها في عبارة: «نريد أن نغير العقليات». فالأهمّ مما حدث هو أن نستلهم من دروسهم معارف وقيما عملية في رؤيتنا لتدبير مجالات العمل الوطني، في التنمية، والتعليم، والصحة، والثقافة، والرياضة، والتكنولوجيا، وفي الإنسان قبل هذا وذاك، ولاسيما الشباب الذي يجب أن تُمنح له الثقة في النفس والإمكانات الحقيقية ليحقق ما يحلم به ويسعى إليه، وهم بالملايين في عرض البلاد وطولها. ولن يكون سؤال اللاعب عزالدين أوناحي: «شكون احنا؟» (من نحن؟) من الآن، إلا في صميم هذا الحلم الذي يبتكر هويته حين يوازن بين هيولاه وطاقته على الفعل، مثلما تصير عبارة «سير، سير، سير» التي ابتدعها المدرب وليد الركراكي وردّدتها معه جحافل الجمهور المغربي الذي وفد من مغترباته العديدة، تعويذة أمة بكاملها تستحثّ همم الإرادة والعمل والعطاء بلا تردد أو خوف.