تستأنف فرقة مسرح الأفق بتطوان تقديم عرضها المسرحي الجديد الموجه للطفل بعنوان “اوبرا بائعة الكبريت” من تأليف الكاتب الدنماركي هانز كريستيان اندرسون وإخراج الفنان طارق الشاط.
في إطار برنامج العروض المسرحية بعدد من دور المسارح والمراكز الثقافية بدأ بمدن جهة طنجة تطوان الحسيمة ثم إلى مختلف مدن وجهات المملكة.
وقال عبد السلام الصحراوي، في تصريح للجريدة، بعد النجاح الباهر الذي حققه العرض الأول بتاريخ 29 فبراير 2020 بمسرح لالة عائشة بالمضيق، والذي كان بمثابة الانطلاقة نحو جولة محلية وجهة ووطنية بعدد من مدن المملكة لإيصال الرسالة السامية التي يحملها العرض وصوت حماية الطفولة لكل أطفال الوطن وللمؤسسات المهتمة برعاية الأطفال والمنظمات الحقوقية والسياسية.
فكان التوقف الاضطراري الذي عرفته كل الأنشطة الفنية والثقافية بسبب ظروف الجائحة مانعا. لكننا اليوم كفرقة عازمون على ركب أمواج المغامرة ومواصلة برنامجنا الصعب وإيصال رسالتنا إلى ابعد نقطة رفقة عدد من الشركاء والمساهمين والغيورين. وضرب للاطفال والمتتبعين دعوة لحضور العرض المقبل يوم الاحد 28 نونبر 2021 بالمركز الثقافي بتطوان صباحا ومساء. وعرض آخر يوم الاحد 19 دجنبر 2021 بمسرح سينما اسبانيول بتطوان صباحا ومساء.
بينما اعتبر مخرج العرض المسرحي الفنان طارق الشاط، أن مسرحية أوبرا بائعة الكبريت تعد تجربة جديدة وفريدة في مساره الفني مع الفرقة لكونها أول عمل مسرحي يخرج في مجال الطفل، وهو يضاف إلى قائمة رصيد تجاربه المتراكمة المتنوعة كمخرج للكبار أهم هذه المسرحيات: بيك نيك، كوجيطوو، ستيكاج، غيرة المخدوع، قصة حديقة الحيوان ….
وفي تصريح حول العرض المسرحي أضاف انه أطلق عليه اسم “أوبرا بائعة الكبريت” في إشارة قوية منه إلى عوالم الأوبرا وإلى رغبته في توظيف تقنيات الاحتفال والمرح والغناء في مأساة القصة المشهورة بائعة الكبريت كما في مسرحية أوبرا القروش الثلاثة للمؤلف الألماني برتولد بريخت ذات شخوص تتشابه من حيث الهشاشة والفقر والحرمان اعتمدت كذلك أسلوب التغريب من خلال التسلية والمتعة والغناء والتوجيه في إيصال مأساة القصة.
ويضيف المخرج طارق الشاط قائلا أن مسرحية أبرا بائعة الكبريت هي قصة مسرح داخل المسرح، وأنه أراد أن يدخل المشاهد في نوستالجيا عالم المسرح الجوال بين القرى والمدن حينما كانت الفرق الجوالة تقدم قصص من التراث الشعبي المغربي القديم من خلال الحلقة والبساط والحكايات الشعبية، مع الربط بالتراث العالمي القديم كما في كوميديا دي لارتي او كوميديا الارتجال الجوال بأوروبا.
لكون فضاء “الفرقة الجوالة” الذي اختير لعرض المواقف وأحداث العرض المسرحي يعد فضاء غنيا وممتعا ومفتوحا على كل فنون السرك والرقص والغناء والارتجال والتواصل المباشر والغير المباشر مع المشاهد، والانتقال بين الأحداث، وحركات الدخول والخروج، لإعطاء بعد آخر للقصة الأصلية بعنوان بائعة الكبريت دون إغفال البعد الدرامي للقصة.
وأضاف أن طاقم الفني والتقني المشارك فالعرض المسرحي شجعه أكثر على ركوب هذه المغامرة نظرا للطاقة الحيوية والنشيطة التي يتصفون بها الممثلين وهم الفنان الكبير عبد السلام الصحراوي ونجيب عبو وريما غزونة وندى غزولة وفاتن بنعبد الوهاب، بالاضافة إلى التقنيون الفنان انوار اهريكاس وتصميم السيوغرافيا الفنان هشام عبو، وفي التنسيق النشيط محمد العاقل، وما يتمتعون به من تجربة طويلة ومن طاقات فكرية وإبداعية وحيوية وأصوات غنائية مختلفة بالإضافة إلى التنوع في الأصوات والبنيات الجسدية، وإيمانهم وتبنيهم الفكرة والتجربة وتضافر جهودهم في إخراج ثمرة العمل جماعي بشكل أكثر قوة ونضج.
وفي تصريحه حول موضوع العرض المسرحي قال: العرض عبارة عن عالم من الموسيقى والغناء والرقص والحماس وكذا التعبير والتأمل، قصة مسرحية وسط مسرحية، تطرح مواقف وقضايا تروم حماية الطفولة عن طريق مناهضة العنف ضد الطفل وتندد بانتهاكات لمختلف حقوق الطفل من التعذيب والإهمال والاستغلال الاقتصادي والثقافي والنفسي والجسدي … وتدعو مقابل ذلك إلى الحب والدفء الاجتماعي أفرادا وجماعات ومؤسسات كبديل خاصة تجاه الفئات الهاشة والمحرومة …
بالإضافة إلى عدة رسائل وتأثيرات أخرى في محيط التعامل مع الطفل والمراهقين بصفة عامة … فالعرض عبارة عن فصلين مسرحيين، يطرح كل منهما معادلة ومفارقة تكشف للمتلقي باب المقارنة والتأمل بين قصتين، قصة شخوص الفرقة الجوالة يعيشون الدفء والسعادة والمرح واللحمة الواحدة فيعوضهم ذلك حرمانهم الأسري، بينما في القصة الثانية (قصة بائعة الكبريت المشهورة) العكس تماما ينعدم الدفء ويطغى الحرمان والقسوة والاستغلال في مجتمع/شخوص يعيش معاناة حياة/موت طفلة بائعة الكبريت باعتبارها مثال للعديد من الأطفال والفئات المحرومة في المجتمع وخاصة الفئات الهاشة والأيتام.
وكخلاصة حول رسالة العرض أن الحرمان يقوم في أي مكان ومع من كان، قريب وبعيد، قليل وكثير، بينما الحب والعناية والرعاية والحاجة للحب أولا وثانيا وثالثا يمكن أن يتجاوز كل الحدود والظروف ويتخطى كل الصعاب.
وفي تصريح كذلك للفنان الممثل نجيب عبو والسينوغراف الفنان هشام عبو، أوضحوا أنهما من أعمدة فرقة مسرح الأفق، وأن إخراج هذا العمل للوجود ومتطلباته الكبيرة من ديكور وملابس واكسسورات … لم يكن سهلا، باعتباره انتاج ذات من مال الأعضاء الغيورين بالفرقة في غياب أي دعم انتاج خارجي. وأنهم عازمون على المضي في ترويج هذا العمل في العديد المناسبات والتظاهرات بدور المسارح والمراكز الثقافية والمؤسسات، وإيصاله الى ابعد نقطة.
وفتح دعوة إلى المهتمين والثقافيين والمؤسسات السياسية والمنضمات الحقوقية إلى المساهمة في دعم هذا العمل، ولم يفتهم أن يتقدموا بالشكر لكل المساهمين والشركاء والداعمين الإعلاميين للعرض من بينهم المديرية الإقليمية للثقافة بتطوان، المركز الثقافي بتطوان، مجلة 24، محلات بريميرو 1، حلويات دالاس، مقهى حلويات باندي، افريقيا للألعاب، قهوة مكسيك. شركة شمال ارت للانتاج …