خصص مساء يوم الإثنين 16 ماي 2022، للملتقى الثقافي الأول من نوعه، بقيادة و تنظيم الطلبة الدوليين بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، بالرباط .
ومن المعروف على أن طبيعة التدريس و التكوين في المؤسسة، تتم باللغتين العربية والفرنسية، كقسميين أساسيين، تتأشب فيهما الأصول و الثقافات العالمية، نظرا للقيمة العلمية و السمعة الطيبة التي تميز هذه المدرسة الإعلامية العمومية و الوحيدة بالمملكة، التي ولد من رحمها صحافيون و صحافيات من الطراز الرفيع.
في افتتاحيته للقاء، أشاد الأستاذ ‘محمد الركراكي’، بهذه المبادرة، وأكد على دعمه وتنويهه وتقديره الدائم لمثل هذه الأفكار، التي تسهم في نشر الوعي والافتخار بالتقاليد و العادات الأم، يقول: {نحن فخورون اليوم بالمئات من طلبتنا، الذين سطع نجمهم في هذا المجال، وصاروا سفراء للمغرب، لبلدانهم، و للمعهد.}
بدوره أشار صاحب الفكرة ‘أصيل عبد الله’ ، طالب في سلك الإجازة / سنة ثالثة ، يمني الجنسية. بأن الغاية من هذا اللقاء كانت محاولة منه التركيز على الجانب الجميل و الصبيح لبلدانهم التي تقاسي و لا زالت تحت وطأة الخطوب و الحروب ، فوجد ضالته في عرض جمال المدن و عاداتها ،وتفسير التاريخ و تنوع الأكلات و اختلاف الأزياء .
· الدول المشاركة في اللقاء
العراق : مثلته طالبة في سلك الماستر ، تواصل سياسي ، تدعى ‘أندلس’ ، وجدت في الأزياء مايكفيها لتجسد عبق ثقافة بلد مميز كالعراق ، فجمالية الأحرف المزخرفة على القماش ، في كل حرف منها قصة و دلالة ، وتلك الزهور اللامعة ، توفقت في أن ترسم لنا ملامح المرأة العراقية الجميلة بكل المقاييس.
السينغال : لم تكتفي ممثلة السنغال ٱكا راماتولاي، طالبة في سلك الإجازة ، قسم فرنسي ، بتقديم فيديو ، ينتقل بك من مكانك إلى ذاك البلد ، حيث الشعب الودود ، العاشق للسعادة و كرة القدم ، بل و قدمت ٱكا رقصة مميزة على أنغام أشهر شاعر سينغالي حولت بذلك قاعة اجتماعات المعهد إلى محفل ضخم جعل الجميع يرقص، مؤكدة على أنه و رغم الاختلاف ، تظل الموسيقى لغة الروح .
سوريا : افتتحت شيماء عرب، طالبة في سلك الإجازة ، عرضها بالنشيد السوري ، الذي كان له وقع على نفوس جميع الحاضرين ، ثم سافرت بهم عبر الزمن بين ذكريات الماضي و يوميات الحاضر ،في عرض ألقته للقلوب لا الأذان ، وكيف لا وهي المؤمنة بأن الجنة على الأرض موجودة في الحقيقة بوجود سورية في هذا العالم .
فرنسا : بأنغام باريسية رنانة ، وصور جبن وكعك فرنسي و عمارة أوربية ، تحدثت ‘ٱنيسيه’، عن بلدها فرنسا، بدءا بالتاريخ القديم ، مرورا بمظاهر الثقافة و الرومانسية ،و أدبيات الشعر و تنوع المطبخ الفرنسي .
و من اليمن، أصل العروبة ، نجد ‘أصيل عبد الله’ من محافظة تعز ، و ‘معن محمد قائد نعمان’ من محافظة عدن ، تميز عرض الأخيرين بالحياة و الجمال ، فبعد تقديم البورتريه، خرجت أنغام ‘البرع اليمني’من الاوجود و صنعت لنفسها كيانا ، ليدخل راقصان بزي عربي أصيل و خنجر منقوش، يتبارزان في الرقص، إلى أن إنظم ثالث لهما، لم يستطع مقاومة قوة الموسيقى اليمنية المفعمة بالسحر و الحيوية. ومن الرقص إلى عرض الأزياء ، قدم الطالبان ثلث من بديع ما صنعته يد الخياط بين الجمبية وهي لبسة صنعائية تقليدية إلى جانب المعوز اليمني الفريد.
ومن غينيا بيساو : استهلت ‘أوغتونس بيي تيانو’، طالبة في سلك الإجازة، عرضها التعريفي بوصف هذا البلد الغني بعاداته ، بفنه، و بموارده…
كما وتطرقت لقراءة ما تحمله ملابسها من معاني و دلالات ، تدل على عمق وجمالية الثقافة الإفريقية، قبل أن تنتهي بتقديم رقصة فنية على ألحان الموسيقى الغينية ، دون أن تنسى قبل اختتامها العرض، دعوة الجمهور زيارة بلدها في يوم من الايام.
إلى هنا انتهت العروض جميعها ، لكن صعب على هؤلاء الطلبة الأجانب الختم دون ترديد النشيد الوطني المغربي ، فالمغرب على حد قولهم بلدهم الثاني وكل ما عايشوه فيه من لحظات و صنعوا من علاقات ، كان كافيا ، لجعلهم مرتبطين بهذا البلد و ثقافته الغنية عن التعريف.