احتضن معرض الكتاب الدولي في يومه الثالث لقاءً احتفائيا بين أسوار قاعة رباط الفتح، اجتماع أدبي خالد عنوانه الأنطولوجيا الفلسطينية المتمثلة في كتاب ”أن تكون فلسطينيا”، بحضرة أعمدة من قامة الشاعر و الكاتب عبد اللطيف اللعبي، الإعلامي ياسين عدنان كما الشاعر الفلسطيني خالد سليمان الاصري توقيعا لهذا المولود الأدبي الذي يصطف هو الآخر ليجدد التذكير بقضية إنسانية راسخة.عرف هذا التقديم الأدبي لكتاب ”أن تكون فلسطينيا” تلاقحا ثقافيا و إنسانيا استطاعت الصحفية سعاد ازعيتراوي زرعه في الحضور من خلال التفاعل مع الضيوف وقوفا على مجموعة من النقاط أبرزها تأثير الشعر الفلسطيني على القارئ الفرنسي الذي وصفه في سياقه الشاعر ”اللعبي” بكونه أليفا و ذلك على إثر الأنطولوجيا الأخيرة التي اعتمدت وسائل فنية و أدبية مختلفة تماما في إنتاج الشعر الفلسطيني و رفعت التحدي بتحقيق المناصفة في إبراز أسماء شعرية نسائية أكثر مما سبق،.
الجانب الذي كان ”اللعبي” صارما بل و نضاليا فيه لما للصوت النسائي من قوة و عنفوان بالسليقة كما أكد، و في كلمته أضاء الشاعر و الإعلامي ”ياسين عدنان” النور على ثلاثة عناصر تميز بها سياق هذه الأنطولوجيا و هي كورونا و ما صحبها من اضطرابات، التطبيع الشامل الذي نظر إليه الشعراء بعين الارتياب على حد قوله، الحدث الذي حث هذه الفئة على التحرك لأجل الوجدان الإنساني بعيدا عن الدافع السياسي ثم استعمال آليات مختلفة بما فيها الكترونية للوصول لأصوات شعرية جديدة ليعطي المثال بالفيسبوك الذي وصفه بكونه فضاء إنتاج حقيقي.و في نفس المنوال ارتكز الشاعر ”خالد سليمان الناصري” على تبيان الوقع الخاص للتأثير الفلسطيني على الساحة الثقافية الفرنسية و لكون ذلك النقطة الأساس في أهمية الأنطولوجيا في هذا الوقت بالذات معتبرا إياها المدافع في خضم التنازل عن الأخلاقيات و الوسيلة الأبهى للحفاظ على الأصوات الشعرية.و قد وقف اللقاء على مجموعة من الإكراهات التي تعيشها الإنسانية العربية، بداية من الشارع العربي الذي واكب الأنظمة في الغياب عن التعبير عن الموقف الفلسطيني، مرورا بالهشاشة في الدفاع عن القضية و تبادر سؤال الهوية، نهاية بوقع هذا الإحباط على المسيرة الشعرية.و قد اختتم اللقاء التفاعلي بإلقاء جزء من القصيدة التي حملت عنوان ديوان ”أن تكون فلسطينيا” نفسه و التي هي إهداء للشاعر الفلسطيني ”أشرف فياض” القابع بين قضبان السجون السعودية.