تعد الحدائق والمجالات الخضراء المتنفس الوحيد لأي مدينة، حيث تضفي عليها منظرا ذو جمالية، كما توفر أيضا للزائرين والمرتادين لها راحة وطمأنينة، وتشكل لهم مجالا للفسحة والترفيه واللعب والتسلية .. خصوصا، فئة الأطفال الذين يجدون ضالتهم، كما تشكل نسقا بيئيا متكاملا ومتنفسا للسكان بمختلف أعمارهم، و يملأ فضاءاتها وأجوائها و تصير مكانا للاستضلال ولترويح عن النفس
في أوج ايام الصيف بحرارتها المفرطة كان الجميع يظن أن الدورة الاستثنائية للجماعة الترابية ستسفر عن تهيئة الحديقة العمومية التي أثارت الكثير من الجدل و التي لم يبق فيها سوى الاسم تحس وانت في فضاء هاته الأخيرة وكأنك ولجت إلى مقبرة منسية .. فلا ترى سوى ارض قاحلة مكفرة لا أشجار ولا كراسي ولا نافورات ، سوى الاسمنت المتآكل ويتحول خلال الليل إلى ظلام دامس وذلك عائد إلى الإهمال الايكولوجي من ” المسؤولين ” عن تسير الشأن المحلي والمعارضة التي لم يسبق لها ان طرحت هاته النقطة مما يوحي بتقاعس الجهات المعنية
إن حالة الحديقة العمومية بمريرت المزرية تدمي القلوب ودخلت إلى دوامة النسيان ..وغاب دورها و ومكانتها في أبشع صورها حيث لم يسبق للمجلس البلدي أن أخذ على محمل الجد أو أشار إلى نقطة الحالة الكارثية التي صارت عليها هذه الحديقة العمومية ضمن جدول أعمالها .. أين هي تهيئة الحدائق العمومية وحمايتها ..؟ أليس هذا فشل في تدبير المرفق العام ..؟ ألا ينم هذا الإهمال عن انعدام الحس البيئي وغياب البعد الايكولوجي في عقلية المسؤولين ..؟