“زينة الدنيا هو ما يمكن أن تكونه أجناس مختلفة، وديانات متعددة، تعيش متوادة في رقعة واحدة” بهذه الكلمات استهل حسن أوريد، الكاتب وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بارباط، تقديمه لآخر أعماله الأدبية “زينة الدنيا”، قبل أن يمضي مستطردا في تدوينة له على حسابه بـ”الانستغرام” أن “زينة الدنيا ألا يفتن امرؤ في دينه وعقيدته أو يهزأ بلسانه، أن يتحول من شاء عن عقيدة إلى أخرى دون أن يتعرض لمحاكمة أو افتتان أو مضايقة، أن يسود العقل دون أن يستبد، وأن تقوم العاطفة دون أن تغلو، وأن يتعايشا في وئام”.
وزاد أوريد الذي شغل سابقا منصب الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، أن “زينة الدنيا أن ينال الناس من العيش ما يصون كرامتهم، ويحفظ مروءتهم، أن لا يتحول الغنى إلى بطر، والفقر إلى كفر، ألا يقع انشطار في علاقة يفترض أن تكون متكاملة، بين الرجل والمرأة، والحاكم والمحكوم، والعالم والمتعلم، والبالغ والصبي، والإنسان والطبيعة.. زينة الدنيا مشروع في مسار الإنسان”.
وفي محاولة لإسقاط معالم رواية “زينة الدنيا” على الواقع المعاش في المغرب، قال أوريد، إن “ما ينقصنا هو الحداثة، وهي ما يتم تعريفها بشكل مختلف باختلاف الزمان” موضحا أنه “مثلا في فترة ما كانت هي حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل، وفي فترة ما كانت هي الاعتراف بالأقليات؛ الآن إن حرية العقيدة من الأمور المرتبطة بالحداثة، لا يمكن أن يزعم شخص ما بأنه حر أو أن هناك حقوق إنسان إذا لم تكن له حرية الاعتقاد وحرية الفكر، فيمكن ببساطة أن نقر بترادف بين زينة الدنيا والحداثة”.
وعرج المتحدث ذاته عن الاحتجاجات العارمة التي شهدها المغرب في الآونة الأخيرة، من قبيل “الأساتذة المتعاقدين” مبرزا أنه من خلال كتابه “من أجل ثورة ثقافية” اعتبر أنه “لا بد للمعلم أو الأستاذ أن لا يشتغل بنظام التعاقد، أنا ضد فكرة التعاقد، هذا من الناحية النظرية، لكن لأنه لا معرفة دقيقة لي في الموضوع، لم أرد اتخاد أي موقف، وطبعا أنا ضد استعمال العنف، ليس ضد المعطلين والأساتذة فقط، بل كل المواطنين” مضيفا “من حق المغاربة التعبير بصيغة حضارية، لكن العنف مرفوض على أي شريحة كانت، وللدولة مسؤولية احترام كرامة المواطن”.
ومن أجل مشهد ثقافي مغربي ثري بالإنتاجات، أكد أوريد، صاحب عدد من الأعمال الأدبية مثل “رواء مكة، ربيع قرطبة، وسيرة حمار، وعالم بلا معالم؛ وغيرهم من الإنتاجات المتنوعة ما بين الرواية والكتب المهتمة بالشأن السياسي إلى الديوان الشعري، (أكد) على أهمية “القراءة” مبرزا أنها تحمل الدور الأبرز في تطوير المغرب، بالقول “لا يمكن أن يتطور الفكر والمعرفة من دون قراءة، ومن دون مؤسسات، وهذا هو ما يفسر عملية ارتحال الكثير من الكفاءات إلى الدول الأجنبية، حيث أن هناك العديد من الجامعات ومراكز البحث”.