“تيك توك” التطبيق الأشهر في العالم و الاكثر تحميلا في الولايات المتحدة الامريكية في أكتوبر 2018 ، مطلوب للحذف من طرف لجنة الاتصالات الفيدرالية الامريكية .حيث دعا المتحدث باسم اللجنة بريندان كار ، كلا من “آبل ” و “جوجل” إلى حذف “تيك توك ” من متاجر التطبيقات الخاصة بهما بسبب جمعه لمجموعة من البيانات السرية و الحساسة.
و نشر كار تغريدة يقول فيها : ” لقد طلبت من “آبل” و ” جوجل ” إزالة “تيك توك “من متاجر التطبيقات الخاصة بهما بسبب ممارساته السرية في جمع البيانات ” .
فكغيره من التطبيقات “تيك توك ” يطلب من مستخدميه في بادئ استخدامهم له مجموعة من المعلومات كالاسم الشخصي ، السن ، رقم الهاتف ، الصورة الشخصية و الايميل … إلخ ، و هو ما جعله مرفوضا في البداية أيضا في الولايات المتحدة الامريكية بسبب جمعه لبيانات المواطنين الامريكيين ، لتجد الشركة المالكة ل ” تيك توك ” حلا كان بالابقاء على بيانات المستخدمين الامريكيين في مركز للبيانات بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الامريكية و تحت اشراف شركة ” اوراكل ” و هي أكبر شركة عالمية في إدارة قواعد البيانات .
لكن حسب تقرير من BuzzFeed News فإن المهندسين في الصين لديهم إمكانية الوصول إلى البيانات الأمريكية بين سبتمبر 2021 ويناير 2022 ، بالتالي فمعلومات و بيانات المستخدمين الامريكيين بين يديهم و بإمكان المهندسين الصينيين الكشف عنها و تحليلها الأمر الذي قد يعني أن هناك خرق أمني و تسريب للمعلومات .
الامر الذي كان سببا رئيسيا في مطالب اللجنة بالحذف السريع للتطبيق من متاجر التطبيقات لدى ” آبل” و ” جوجل ” .
الغريب في الامر أن ما يفعله “تيك توك ” هو شبيه أو مماثل لما تفعله التطبيقات الامريكية ك ” فيسبوك ” و “انستغرام ” … من جمع للبيانات و المعلومات حول المستخدمين في جل أنحاء العالم .
حيث أن الموضوع هنا سياسي محض يبرز تخوف الولايات المتحدة الامريكية من الصين بشكل كبير ، باعتبارهما أكبر قوتين في العالم حاليا .
و الاغرب أن شركة ” آبل ” لديها قاعدة بيانات خاصة بالمواطنين الصينيين في الصين و هو أمر عادي بالنسبة للصين ، في حين أن أمريكا متخوفة من جمع بيانات مستخدميها على الرغم من وجود قاعدة تخزين بيانات بولاية من ولاياتها ، و هو ما يعطي كما سلف الذكر ، الموضوع طابعا سياسيا محضا ، مكرسا كذلك الخلاف و المنافسة التاريخية بين الصين و الولايات المتحدة الامريكية .
و قد شكل التطبيق منذ انشائه إزعاجا في الوسط الامريكي و ذلك لسبب بارز ، و هو أن تطبيق ” تيك توك ” هو تطبيق صيني تابع لشركة ” Byte Dance ” الصينية و قد تم اطلاقه في السوق الدولية في سبتمبر 2017 ، ليصبح بين سنتي 2018 و 2019 التطبيق الاكثر تنزيلا على متجر التطبيقات ” آبل” متجاوزا بذلك تطبيق فيسبوك ، يوتوب و انستغرام وهي التطبيقات الامريكية الاشهر في العالم ، بالتالي أصبح المنافس الاول لها .
و لعل هذه المنافسة أيضا من أسباب محاربة التطبيق في الولايات المتحدة الامريكية فقد تراجع مستخدمو فيسبوك مثلا بنسبة كبيرة منذ انتشار ” التيك توك “.
و قد لجأت شركة ” ميتا ” المالكة لفيسبوك لادراج عناصر ” reels ” في فيسبوك بعدما كانت فقط في تطبيق “انستغرام ” ، كما أن تطبيق يوتوب قد أضاف أيضا خاصية الفيديوهات القصيرة أو ما يسمى ب ” youtube shorts ” و هي محاكاة للميزة الاساسية لتطبيق ” تيك توك ” لتعويضه أو خلق بدائل للمستخدمين .
فهي محاولات مستمرة كانت و لازالت لمحاربة ” تيك توك ” تقنيا ، لكن كلها باءت بالفشل لتأتي الخطوة الاخيرة و هي المطالبة بحذف التطبيق من متاجر التطبيقات .
شركة ” التيك توك” ردت وقد وعدت باصلاحات عديدة في التطبيق ليبقى أمر الحذف معلقا حاليا .
لكن الظاهر و الجلي أن حذف تطبيق ” تيك توك ” قد يكون مستبعدا نوعا ما ، فهو التطبيق الاكثر تنزيلا في العالم و قام بجني ما يعادل 2.3 مليار دولار عن طريق الهدايا التي تبعث في البثوث المباشرة … ، و متاجر التطبيقات التابعة ل “جوجل” و “ابل” تأخذ نصيبها من هذه الارباح بنسبة تقدر بحوالي عشرة في المائة أي ما يعادل 300 مليون دولار ، بالتالي ف ” تيك توك ” يعد التطبيق الذي يعود بأكبر نسبة من الارباح على هذه المتاجر بعد الالعاب .
بالتالي فحذفه أمر متناءٍ ، فهذا الحذف يبقى رهينا بوجود بديل له أي وجود تطبيق بديل ل “تيك توك ” قادر على تعويضه بسرعة ، فحتى الرئيس الامريكي السابق ” دونالد ترامب ” عندما طالب بإلغاء “تيك توك ” كان يريد من شركة أمريكية أن تشتريه الامر الذي يبرز مدى أهمية التطبيق و قوته .
بالتالي فحذف أو إلغاء ” التيك توك ” هو خسارة اقتصادية قبل أن يكون ربحا سياسيا .