
عند النجاح لا أحد يعدد أفضال الظلمي كمشجع وفي للمنتخب الوطني، من حقه التشجيع في اي زمكان، لكن عند الفشل تكرر أسطوانة أن الظلمي منحوس، وعندما ارادت وكالة انباء رسمية تكريمه في مقال لا زلنا نبحث عن جنسه الصحفي كتبت” الظلمي ندير شؤم او جالب حظ”.، وهنا يطرح السؤال حول نوعية العقلية السائدة المتحكمة في العقل الجماعي، وهنا كذلك لا بد أن اكتب هذا المقال قبل نتيجة مباراة منتخبنا الوطني المغربي ضد نظيره المصري، لأقول وبحب واحترام، شكرا جزيلا يا ” الظلمي”.
الظلمي رجل صال وجال في الملاعب الإفريقية والعالمية، بالنسبة لي يجب أن يكرم في يوم ما كن طرف الجامعة، وخاصة في حال رفعنا لكأس إفريقيا بالكاميرون بإذن الله، يجب أن يكرم ردا لكرامته التي أهينت من طرف المتنمرين، اللذين لا يرون الجوانب المضيئة، ويبحثون دائما عن الانتقاد، وهم كثر، تراهم هنا وهناك
الظلمي ذاكرة رياضية في عالم التشجيع، وهو رحالة رياضية، ورحالة من نوع اخر، إذا جلست معه، ستجده يحكي لك ما يمكن ضمه لمؤلفات، ترى في ملامحه أحيانا وجها طفوليا تعتريه مشاعر الحزن، لقد تحمل كثيرا ولا زال يفعل ذلك.
جربت أن أكون مشجعا، كنت أقترض بعض المال في بعض الأحيان لأسافر مع فريقي المفضل، كانت اللحظات التي عشتها خالدة، أنا الذي لا زلت في مرحلة الشباب ، أقول هذا الكلام، فما بالك بالظلمي الذي قضى حياته يتجول، وتحمل القيل والقال، وتحميله مسؤولية كل نكسة، ونسيانه عند كل نجاح، كأن هناك من ينتظر خسارة المنتخب، فقط ليلوم الظلمي ويسب البلاد والعباد.
النكسة عند الظلمي تكون نكستان، نكسة ” المشجع العاشق” و”نكسة الانسان المتنمر عليه”، مواقع التواصل الاجتماعي أفقدتنا احيانا حتى أخلاقنا، فقد تربينا أن نحترم من يكبرنا سنا، لكن تجد مراهقا يتنمر على الظلمي ويقول عنه ما ليس فيه، والغريب في الأمر أن تجد صحافيا ومثقفا ورجلا واعيا وراشدا يميل مع الكفة المائلة، ويستسلم لثقافة شعبية تؤمن بالخرافات وتعتبر ان خسارة منتخب ما في كرة القدم سببها الشعودة او النحس او الظلمي، وفي ذلك ظلم كبير للمنطق.
