رشيد البلغيثي
أستأذن الصديق والزميل العزيز رشيد البلغيثي، لنشر حكايته الفايسبوكية الحقيقية والمؤلمة. الحكاية كما نقلت من حائطه على منصة الميتا
هل يستحق هذا الموضوع أن أكتب عنه؟
نعم؛ خاصة بعدما رفضت جدتي أية متابعة قضائية بالقول “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.. كل واحد يلقى فعلو“.
اليكم القصة:
كانت جدتي، البالغة من العمر 83 سنة، في طريق عودتها زوال أمس، إلى البيت بأكادير بعدما اخدت حقنتها الاسبوعية عند طبيبة الروماتيزم.
استقلت طاكسي صغير صحبة اختي الصغرى.
كان السائق، وفق وصف “ما هديوة”، مستهترا (مبربص) يضع سماعات في أذنيه وعند أول دوار (rond-point) استعجل الدخول فصدمته سيارة دفع رباعي (مرقمة بفرنسا) من جهة الباب الخلفي الذي تجلس قربه الجدة.
المهاجر صاحب السيارة الفرنسية كان هَمُّهُ نقل الجدة التي أصيبت في قفصها الصدري إلى المستعجلات بينما كان هَمُّ الخنزير الذي يسوق التاكسي الحصول على أكبر مبلغ مالي قبل استدعاء الاسعاف ودون إنجاز محضر أو مناداة شرطة.
وضع الجدة في سيارة “الزماگري” بحجة نقلها سريعا إلى المستعجلات واخد أوراق سيارة المهاجر زاعما انجاز constat amiable d’accident ثم قفز في عربته المهترئة الحمراء وصرخ في وجه الرجل:
– تبعني لعند مول لگريمة نشوفو شنو غا نديرو فهاد المشكل.
طاف به شوارع أكادير بينما جدتي الصبورة الشامخة تعتصر ألما مع ضيق متواتر في التنفس و”الطفلة” التي بجانبها عاجزة حائرة.
لا يهم إن كانت أضلعها مكسورة!
الصديق Mohamed Sayed Naya، مشكورا، نسق مع زميله طبيب الإنعاش وظلوا يسألون “أين جدتك؟ عند باب المصحة طاقم ينتظر وصولها..”
لكني لم أكن أعلم أين جدتي تحديدا.
لم أكن أعلم أنها رهينة!
لم اكن اعلم انها على مقعد خلفي في سيارة رجل لا نعرفه بينما سائق التاكسي يقبض منه مبلغ 3000 درهم ويزيد “هادو غي فلوس الصلاح. وغير تقيت فيك وجه الله.. وملي توصل الشيبانية للسبيطار نتكلمو على فلوس الروسيطة“.
نتائج الفحوصات والراديوهات مطمنئة، لله الحمد! لكن: كيف السبيل لمنع الخنازير البرية من ممارسة مهام داخل المدينة (La cité) وطردها الى الغابة كي لا يضطر البشر لمصارعتها كحال ادونيس في الميثولوجيا الكنعانية، إذ قام بقتال خنزير في وادي “نهر الكلب” مما أدّى إلى مصرع الإثنين سويا.