تعرف نسب مشاهدة القنوات العمومية ارتفاعا ملحوظا خلال شهر رمضان , و يرجع ذلك الى ذكاء اختيار وقت العرض حيت يتزامن غالبا مع وقت الإفطار، و يعتبر هذا الأخير هو الوقت الذي تجتمع فيه الاسر المغربية حول الموائد. و من المعروف ان هاته الأخيرة لا تخل من حضرة التلفاز باعتباره المؤنس للكبار و الصغار .
الا ان الملاحظ في السنوات الأخيرة ان التلفزة المغربية باتت تحمل أيديولوجيا اعتبرها البعض مخالفة لمبادئ و قيم المجتمع المغربي الذي يراه البعض محافظا و يتم العمل على تغييره و نمذجته غربيا من طرف جهات معينة تحاول المس بأخلاق المجتمع و التطبيع مع أفكار اعتبرها البعض شاذة و منافية للمنظومة الأخلاقية، حيث عجت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات تطالب بوقف بعض المسلسلات التي من شانها المساس بالأخلاق العامة للمجتمع.
وقد تمادى البعض ليصفها بكونها تطبيع مع الفاحشة وتشجيع على الحرام وعلى ممارسته والتطبيع معه، و أيضا بكونها تحاول القيام بعملية سلخ فكرية فاسدة تهدف الى دمج بعض الأفكار في مخيلة المغاربة التي لا تنتمي الى منظومتنا الفكرية.
على الجهة الأخرى , اعتبر البعض ان المسلسلات التي يتم بثها هي تعرية لواقع يعيشه المغرب بكافة حذافيره , و ان الأفكار الممررة عبر التلفاز من شانها معالجة بعض الظواهر المجتمعية و رد الاعتبار لفئات معينة اعتبرها البعض جزءا لا يتجزأ من منظومتنا، فالمغرب حسب هؤلاء له ثقافته الخاصة و تاريخه العريق الذي من الواجب معالجته عبر الاعلام و القنوات العمومية و أي رد فعل مضاد هو محاولة الغاء للتاريخ الدي عرفه المغرب و محاكمة لتقاليده و ثقافته الاصلية، و قد وصفت هاته الفئة كل من يحاول مهاجمة المسلسلات التي يتم بثها بكونهم يخجلون و يتبراون من ثقافتهم و تاريخ وطنهم .
هل ستأخذ القنوات المغربية العمومية بعين الاعتبار الاختلاف القائم حاليا و الانتقادات الموجهة لها ؟ ام انها ستقوم بقمع أصوات المواطن؟