أسدل الستار الأحد بمدينة شفشاون على فعاليات الدورة 36 لملتقى الأندلسيات، الذي ينظمه قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل بتعاون مع عمالة إقليم شفشاون والمجلس الإقليمي وجماعة شفشاون، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
هذا المهرجان الفني المتميز، يأتي في إطار المشروع الرامي إلى حفظ وصيانة الموروث الثقافي والفني، باعتباره مصدرا للتثقيف والتأهيل، ورافدا من روافد الهوية الثقافية للمغرب.
وهو ما شدد عليه وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، عندما أكد في كلمة افتتاحية ألقاها بالنيابة عنه المدير الجهوي للثقافة بطنجة-تطوان-الحسيمة، كمال بن الليمون، أن الوزارة تحرص على تنظيم هذا الملتقى بشفشاون العريقة باعتباره يندرج ضمن المساعي الجادة للاسهام في إنعاش القطاع الثقافي والسياحي بها، مما ينميها اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، ويعزز إشعاعها الرمزي وطنيا ودوليا، مثلما هو تثمين لدورها التاريخي في صيانة الموروث المغربي الأندلسي في مجال الموسيقى والانشاد.
وأكد الوزير أن مكانة هذه الدورة من هذا الملتقى الذي ينظم لأكثر من ثلاثة عقود “تعتبر علامة دالة على الهوية والانتماء إلى ثقافة مغربية مخصوصة”، معتبرا أنها “أصلت الولع وازدهرت معها مهارات الموسيقى الأندلسية”.
وكالعادة، لم تقتصر التظاهرة على السهرات الموسيقية الأندلسية الدسمة، بل تضمنت كذلك، أنشطة موازية، من ضمنها معرض فوتوغرافي يوثق لأقوى لحظات هذا المهرجان العريق طيلة ثلاثة عقود من الزمن، وتنظيم ندوة حول موضوع “الرافد الموسيقي الأندلسي في التراث المغربي”، بمشاركة باحثين مغاربة في التراث الموسيقي.
أجواق وفرق مغربية من مدن تطوان وطنجة والقصر الكبير وفاس والدار البيضاء وسلا والرباط وشفشاون، شاركت في إحياء سهرات هذا الملتقى، من خلال تقديمها لمعزوفات رائعة من الطرب الأصيل على خشبة مسرح الهواء الطلق، وخلق فسحة جمالية، والتعبير عن مغرب فني متشبث بتاريخه وإرثه الحضاري.
كما تميزت الدورة بتكريم كل من الفنان القدير ابن مدينة شفشاون الأستاذ محمد الذهبي، وكذلك احد رواد الطرب الاندلسي، الحاج محمد الزكي من الرباط، لما ساهمت به في خدمة الموسيقى الأندلسية من خلال حفظ الصنائع الأصيلة وتلقينها للأجيال الشبابية العاشقة.