بينما يستعد الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، الذي وصل إلى السلطة في شهر أبريل/نيسان، لإحياء الذكرى الثمانين لـ”مجزرة ثياروي”، إبان الاستعمار الفرنسي، اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في رسالة إلى نظيره السنغالي، بارتكاب القوات الاستعمارية الفرنسية “مجزرة” في ثياروي، قرب العاصمة السنغالية داكار في الأول من ديسمبر/كانون الأول 1944.
جاء في نص رسالة الرئيس الفرنسي التي بعث بها إلى نظيره السنغالي، يوم أمس، الخميس: “يجب على فرنسا أن تدرك أنه في ذلك اليوم، أدت المواجهة بين الجنود والمسلحين الذين طالبوا بدفع كامل رواتبهم المشروعة، إلى سلسلة من الأحداث قادت إلى مذبحة”.
وأضاف إيمانويل ماكرون: “من المهم أيضاً تحديد الأسباب والحقائق التي أدّت إلى هذه المأساة قدر الإمكان. بالنظر إلى علاقات الصداقة والأخوة، وتاريخنا المشترك، ورغبتنا في بناء مستقبل متناغم، فإننا مدينون لبعضنا البعض بالحقيقة والعدالة”.
وفي مقابلات منفصلة مع صحيفة “لوموند” ووكالة فرانس برس للأنباء، وتلفزيون فرانس2، أكد الرئيس السنغالي تلقّيه رسالة الرئيس الفرنسي هذه، مرحّباً بهذا الاعتراف الفرنسي بالمجزرة، معتبراً أنه يُعد “خطوة كبيرة” من جانبه.
في الأول من ديسمبر/كانون الأول عام 1944، قُتل العشرات من الرماة الأفارقة – بل المئات، وفقاً لبعض المؤرخين – على يد الجيش الفرنسي في هذا المعسكر الواقع على مشارف العاصمة السنغالية داكار بسبب مطالبتهم بأجورهم.
واعترفت السلطات الفرنسية، حينها، بمقتل 35 شخصاً على الأقل.
طرح العديد من المؤرخين عدداً أكبر بكثير من الضحايا، يصل إلى عدة مئات. غير أن عدد الضحايا الحقيقي ما يزال موضع شك.
وبعد مرور 80 عاماً، ستقام مراسم إحياء الذكرى في نهاية هذا الأسبوع في مقبرة ثياروي العسكرية.