شهدت مدينة طنجة شمال المغرب، بداية الأسبوع، مسيرة حاشدة شارك فيها مئات المواطنين من مختلف الأعمار، رجالاً ونساءً، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية، واحتجاجاً على ما تردّد من أنباء حول رسوّ سفينة شحن دولية قادمة من الولايات المتحدة في ميناء طنجة المتوسطي، يُشتبه أنها تحمل معدات عسكرية باتجاه إسرائيل، وفق ما ذكرت هيئات حقوقية مدنية.
وجاب المتظاهرون شوارع المدينة وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية إلى جانب العلم المغربي، ويلتحفون بالكوفية الفلسطينية، مردّدين هتافات من بينها: “تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية”، “الحرية لفلسطين والموت لإسرائيل”، و”غزة شعب الجبارين، نصروا الأقصى ونصروا الدين”. كما رفع بعض المشاركين لافتة كبيرة تضمنت صورة رئيس حركة “حماس” السابق، الشهيد إسماعيل هنية، مرفقة بعبارة: “قال الشهيد القائد إسماعيل: لن نعترف بإسرائيل”.
وأكدت هذه المسيرة، وفق منظميها، استمرار الحراك الشعبي المغربي الداعم لفلسطين والرافض لـ”سياسة الإبادة والتجويع” التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرضها على أهالي غزة عبر القصف والحصار وقطع الماء والغذاء والدواء، ما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، وسط “صمت وتواطؤ دولي” يوفر غطاءً لاستمرار هذه الجرائم بدعم أمريكي مباشر.
وفي سياق متصل، أعلنت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” عن انخراطها في برنامج الفعاليات المشتركة مع شبكة “كلنا غزة كلنا فلسطين”، والتي تشمل دعوة مكوناتها إلى تنظيم إضراب عالمي عن الطعام في 16 أيلول/سبتمبر الجاري، تزامناً مع الذكرى الـ43 لمجزرة صبرا وشاتيلا، وفي 23 من الشهر نفسه بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعقدت السكرتارية الوطنية للمجموعة اجتماعها الشهري عن بعد، ناقشت خلاله تطورات القضية الفلسطينية في ظل تصاعد جرائم “الإبادة والتقتيل الجماعي والتطهير العرقي” التي تطال سكان غزة العزل، من قصف للمساكن والمستشفيات والمدارس والبنى التحتية، واستمرار فرض حصار خانق أدى إلى تفشي المجاعة والأوبئة.
وأشار بيان المجموعة، الذي اطلعت عليه “القدس العربي”، إلى تزامن الاجتماع مع انطلاق “أسطول الصمود العالمي” الذي يضم نشطاء من 44 دولة، ويحمل مساعدات إنسانية في محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة.
وأدانت المجموعة بشدة “جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية” التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، معتبرة أن المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، “عاجزة عن إيقاف المجازر غير المسبوقة في التاريخ الإنساني الحديث”.
وناشدت المجموعة “الضمائر الحية” في العالم العربي والإسلامي بالتحرك للضغط على إسرائيل من أجل رفع الحصار ووقف المجازر، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني “له الحق في تقرير مصيره وإقامة دولته الحرة على كامل ترابه وعاصمتها القدس الشريف”.
كما ثمّنت المشاركة الواسعة في “أسطول الصمود”، الذي وصفته بـ”أكبر مهمة بحرية من نوعها”، مشيرة إلى أنه يضم عشرات السفن المحملة بمساعدات إنسانية، معتبرة إياه “رسالة واضحة للعالم بأن استمرار الحصار يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية”. واستنكرت في الوقت ذاته “التهديدات الإسرائيلية باعتراض الأسطول واعتقال المشاركين فيه”.















