بعد أن قطعت عنه قيادة حزب الاستقلال الطريق أمام العودة لعمودية العاصمة العلمية للمملكة: فاس، السياسي الذي يظهر و يختفي، حميد شباط بدأ يفتح النار أينما حل و ارتحل على قيادة حزب الاستقلال، و خاصة الأمين العام للحزب السيد نزار بركة، الذي قال فيه ما لم يقله الطيب المتنبي في كافور الإخشيدي.
لا أدري من قال ” العين بالعين و السن بالسن و البادئ أظلم “، و لكن الذي قرأته في الحوار الذي أجرته الزميلة الأيام مع حميد شباط ( العدد 953)، هو أن الأمين العام لحزب علال الفاسي قال في منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء ” لن نقدم للفاسيات و الفاسيين وجوه من القرن الماضي ” و يعتقد أنه كان يقصد بالدرجة الأولى العمدة السابق و الأمين العام السابق لحزب الميزان السيد حميد شباط.
الأمر الذي قد يدفعه لتغيير وجهته السياسية التي لم تتوضح إلى حدود كتابة هذه السطور، رغم أن البعض يرى أن وجهة شباط المقبلة التي قد تكون الحركة الشعبية و قد يكون التجمع الوطني للأحرار و قد تكون وجهة سياسية أخرى . و لكن المؤكد هو أن حميد شباط متشبث بالعودة إلى عمودية مدينة فاس، مهما كان الثمن، و ضدا على عدم تزكيته من طرف الحزب الذي تحمل مسؤولية أمانته العامة لردح من الزمن الساسي.
و هذا الإصرار غير المفهوم لحميد شباط على الترشح للانتخابات المقبلة، دفعه للرد بقوة على أمينه العام نزار بركة و وصفه بأوصاف قد يدفع ثمنا باهضا عليها .
لقد كان شباط، في حواره مع الزميلة ” الأيام ” قاسيا جدا على زعيم الاستقلاليين المغاربة. فقد اتهمه ” بعدم ممارسة اختصاصاته و أن هناك جهات نافذة داخل الحزب تتحكم فيه ” ، و أنه ” لازال مبتدئا في مجال السياسة و عليه ( أن يلبس بلاكة 90 ديال السياسة ).
بل ذهب بعيد عندما اتهمه ” ببيع مدينة فاس للقيادي الإخواني ادريس الأزمي الذي كان يشتغل إلى جانبه في وزارة المالية و الاقتصاد “.
رغم حنكته السياسية و دهائه الكبير فقد سقط حميد شباط سقطة مدوية عندما وصف الأمين العام لجزب الميزان ب ” البليد ” بعد فتوى نزار بركة بعدم ترشح الأمناء العامين السابقين للانتخابات.