تستعد مدينة زاكورة لاحتضان فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي العربي الإفريقي للفيلم الوثائقي، المزمع تنظيمها ما بين 10 و14 نونبر 2025، تحت شعار: “السينما الوثائقية دعامة لتجسيد عمق المغرب الإفريقي وقيمه الكونية”.
وفي لحظة وفاء واعتراف بمسار إبداعي غني ومميز، قررت إدارة المهرجان تكريم الكاتب والروائي المغربي عبد العزيز الراشدي، تقديرًا لعطائه الأدبي ومسيرته الثقافية التي أسهمت في إبراز روح الجنوب المغربي وعمق الذاكرة الواحاتية.

الراشدي، أستاذ مادة السيناريو والكتابة الإبداعية بكلية الآداب والفنون في القنيطرة، ومدير مهرجان زاكورة الدولي للحكاية والفنون الشعبية، يعد من أبرز الأصوات السردية المغربية التي مزجت ببراعة بين الذاكرة الصحراوية والخيال الأدبي، ومنحت للواحات الجنوبية حضورًا أدبيًا وإنسانيًا لافتًا.
وقد أثرى المشهد الأدبي بعدد من الأعمال المتميزة، من أبرزها: “زقاق الموتى”، أول مجموعة قصصية لكاتب من زاكورة، و*”بدو على الحافة”، و”طفولة ضفدع”، و”وجع الرمال”* الصادرة في السعودية ومصر، و*”مطبخ الحب”* الصادرة ببيروت، و*”سندباد الصحراء”* في أدب الرحلة، إضافة إلى عمله الأخير “جراح المدن – من درعة إلى شيكاغو”، وكتابه التراثي “هكذا تكلمت درعة”.
امتدت تجربة الراشدي خارج حدود الوطن، حيث ترجمت أعماله إلى الفرنسية والإنجليزية والبلغارية، ونشرت في المغرب ومصر وفرنسا وبريطانيا، بشراكة مع مؤسسات مرموقة كوزارة الثقافة المغربية، ودار شرقيات بالقاهرة، ودار ماجلان الفرنسية، ودار بلومزبري البريطانية، وجامعتي أمهرست وأيوا الأمريكيتين.
وتوّج الراشدي بعدة جوائز ومنح أدبية مرموقة، من بينها جائزة الشارقة العربية للرواية، وجائزة ارتياد الآفاق لأدب الرحلة، ومنحة اليونسكو أشبيرغ للفنانين الشباب بفرنسا، إلى جانب إقامات أدبية وبحثية في فرنسا وسويسرا وبلجيكا والولايات المتحدة.
ويرى منظمو المهرجان أن هذا التكريم يمثل احتفاءً برمز ثقافي مغربي أصيل، جعل من الكلمة جسراً للتواصل الإنساني، وحمل اسم زاكورة وواحاتها إلى فضاءات الأدب العالمي، مؤكدين أن الراشدي يظل واحداً من الأصوات التي جعلت من درعة منبعاً للكتابة والذاكرة والوجدان.















