في تدوينة على صفحته الخاصة على منصة فايسبوك، دخل الصحافي الشاب يونس مسكين على خط الجدل الدائر حول ما بات يعرف بقضية ” الشيخ والشيخة”.
نص التدوينة
خروج ياسين العمري كان أكثر من موفق وأعاد أشياء كثيرة الى نصابها، أولها جيش الهائجين الذين امتطوا صهوة “الشيخ والشيخة” لممارسة العنف الكلامي والتحريض على العنف المادي والݣريساج الرقمي والاساءة إلى الإسلام بادعاء الدفاع عنه بعبارات سب الأمهات والتعرض لشرف وكرامة مخالفيهم ولو خرج لهم عالم وخطيب مشهود له بالمكانة والمعرفة.
ما أدهشني في هذه القضية، التي أحسن العمري إنهاءها، هو سلوك وموقف النخبة، سواء منها النخبة المسيسة أو غير المسيسة.
أدهشني هذا القدر الكبير من الجبن والتقاعس عن تحمل المسؤوليات الفكرية والمعنوية لتأطير النقاش العام وتهذيبه وتنبيه المخطئ أو المبالغ الى عيبه.
ما وقع كشف حقيقة الكثير من النخب الجبانة (أو الخبزية في الأدنى) التي لم تجد في الحملة الهوجاء ضد فئة من المغاربة (الشيخات) وضد كل من تجرأ على مناقشة خطاب التحريض والاقصاء، وأصبح استهداف إعلامي (مثال فيديو حميد المهدوي)، والهجوم على عالم يعتلي المنبر اسبوعيا وله صفة رسمية ومؤسساتية، كل ذلك مجرد حدث عابر لا يستحق الاستنكار.
الصمت هو حق واختيار وحرية، تماما مثل حرية الكلام، لكنهما معا ينتجان معنى ويبعثان رسالة ويخضعان للتأويل.
الصمت قد يعني الاقرار والتواطؤ مع حفلة القتل الرمزي والسب والترهيب ومنع الرأي المخالف من التعبير عن نفسه باستعمال وسائل الاقصاء والاخضاع الالكترونيين،
الصمت قد يعني الجبن والخوف من اتساخ ثياب المثقف أو من له رأي، والحرص على البريستيج الذي سيكسره تطاول العامة وتجرؤ “الدهماء”،
الصمت قد يعني أيضا رسالة أرجو أن أكون مخطئا بشأنها وتكون مجرد فهم خاطئ، من بعض المنتسبين إلى هيئات وتنظيمات مدينة وسياسية تنسب نفسها الى المرجعية الإسلامية. صمت هذه الفئة في السياق الحالي كان كمن يقول: إذا لم تكن هناك حاجة إلينا وتم إخراجنا من المشهد بالطريقة المعروفة فواجهوا هذا القبح و”منكم ليه” وانظروا ما كنا نحميكم منه بالتأطير والتنظيم.
إلى كل هؤلاء كانت رسالة العمري دقيقة ومفيدة، لأنه وإن كان خطابه في تقديري الشخصي يظل شعبويا ومتهورا في خطابه بدليل ما أثاره حديثه عن المسلسل من فتنة حقيقية، إلا أنه عرى جبن الجبناء وسحب البساط من تحت أقدام من أعجبتهم الفرجة واكتفوا بالمشاهدة مختبئين خلف ستار من الصمت.