كل المؤشرات كانت تدل على أن العلاقات بين المملكتين المغربية و الإسبانية تسير في اتجاه جد إيجابي، خاصة بعد خطاب العاهل المغربي محمد السادس بمناسبة ذكرى تخليد ثورة الملك و الشعب في 20 غشت الماضي و بداية التهييء لزيارة مرتقبة السهر المقبل لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز للعاصمة المغربية: الرباط.
لكن قرار السلطات الإسبانية مرة أخرى، الإبقاء على حدود مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين مغلقة مع المغرب حتى نهاية شهر شتنبر يثير العديد من الإستفهامات و قد يشوش على المسار الإيجابي الذي تشهده العلاقات بين ضفتي المتوسط .
وتضمن قرار وزارة الداخلية تمديد إسبانيا إغلاق الحدود مع سبتة ومليلية المحتلتين، وهو القرار الذي قالت السلطات الإسبانية، إنه يندرج في إطار تعديل وتحيين معايير تطبيق تقييد السفر المؤقت غير الضروري من دول ثالثة إلى الاتحاد الأوروبي والبلدان المنتسبة إلى “شنغن” لأسباب تتعلق بالنظام العام والصحة العامة، بسبب الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد.
في ذات السياق نذكر ان الحارة الشمالية سبق لها أن مددت إغلاق حدود المدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية، مع المغرب، إلى غاية نهاية شهر غشت وقع على إثره وزير الداخلية “فرناندو غاراندي”، مرسوما ينص على الاستمرار في إغلاق المدينتين المحتلتين لمعابرهما مع المغرب.
تجدر الإشارة إلى معابر مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، لا زالت مغلقة منذ 23 من شهر مارس من السنة الماضية، جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.
وكان وزير الداخلية الإسباني، “فرناندو غراندي مارلاسكا”، قد كشف، في مناسبة سابقة، أن معابر الثغرين المحتلين، سيتم فتحها من جديد “عندما تسمح دوافع الصحة العامة” لكل من المواطنين الإسبان والمغاربة، دون تحديد تاريخ تقريبي لذلك.
ويزيد استمرار إغلاق المدينتين وضعية المغاربة الذين يمتهنون التهريب المعيشي، تأزما، كما يخنق المحلي بالثغرين، الذي يدرّ عليه هذا النشاط أزيد من 1400 مليون أورو بشكل سنوي، حسب الجمعية الأندلسية لحقوق الإنسان.
يذكر أن المغرب كان قد فرض على إسبانيا شروطا خاصة لإعادة فتح المعابر الحدودية الفاصلة بين إقليمي الناظور وتطوان ومليلية وسبتة، وذلك لإجراء جملة من التغييرات.