نظمت الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة لقاء تشاوريا مع الصحفيات والصحفيين حول سبل تعزيز تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في مجال الإعلام والاتصال، وذلك يوم السبت 02 أبريل 2022م، من الساعة الثالثة والنصف زوالا إلى غاية الساعة السادسة والنصف مساء بقاعة المحاضرات بفندق NJ بالرباط.
جاء هذا اللقاء بعد أن لاحظت الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة “أزطا أمازيغ” أن وضعية الأمازيغية في مجالي الصحافة المكتوبة والإلكترونية والإعلام السمعي البصري العمومي والخاص، مازالت تراوح مكانها منذ ما يزيد عن العقد من الزمن. إذ لم يطرأ أي تطور إيجابي لصالح الأمازيغية في هذا الإطار، ولم تسجل الشبكة الأمازيغية أية مستجدات هامة فيما يتعلق بملاءمة الممارسة الصحفية والإعلامية عامة بالمقتضيات الدستورية الخاصة بالتنصيص على رسمية اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية، في إعلان لمبدا ثنائية اللغة الرسمية للمغرب، انسجاما مع الاعتراف الدستوري بتعدد مكونات الهوية الوطنية وروافدها.
في نفس السياق، تسجل الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، التقصير الواضح في مسؤولية الدولة المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، وتنمية استعمالاتها في جميع مناحي الحياة العامة المغربية، انطلاقا من تفعيل القانون التنظيمي رقم 26.16 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفية إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية.بالإضافة إلى ذلك هنالك المخطط الحكومي المندمج لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية واللجنة الوزارية الدائمة التي تم إحداثها في هذا الإطار والتي بقيت حبرا على ورق.
ذكرت الشبكة الأمازيغية أيضا أن هنالك عدم التطابق بين ما ينص عليه قانون الإعلام السمعي البصري والممارسة اليومية، بالنظر إلى الإنتاج في هذا المجال الذي يجب أن يكون مضمونه متجذرا بشكل قوي في المجتمع. وفي نفس الوقت يجب أن يعتمد هذا الإنتاج على كفاءات مغربية، ويبث باللغتين العربية والأمازيغية، أو بلغات أخرى عند الاقتضاء، علما أن النصوص القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل تحمل في ذاتها مجموعة من النواقص والعيوب وعدم التناسق مع المبادئ الدستورية، الشيء الذي يعطي انطباعا على أن الواقع يكشف الهوة الكبيرة بين النص القانوني وإنصاف الأمازيغية في الإعلام السمعي البصري، هذا ما يزيد من تهميشها وإقصائها في كثير من الأحيان.
توضح الشبكة الأمازيغية أن الممارسة تبين بما لا يدع مجالا للشك أن المسؤولين على قنوات القطب العمومي لا يضعون نصب أعينهم حاجيات وانتظارات المغاربة قاطبة في تلقي هذه الخدمة العمومية بالأمازيغية، حيث تؤكد الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة أن كل الوصلات الإشهارية المتعلقة بخدمات هذه القنوات على الإنترنيت، بالإضافة إلى كثير من التطبيقات على هذا المستوى، تتم بالدارجة أو العربية أو الفرنسية أيضا، سواء شفهيا أو كتابيا على جميع القنوات، بما في ذلك القناة الثامنة “تمازيغت”. هذا الخلل أو هذه المفارقة تجد مشروعيتها ومرجعيتها في الأصل من داخل دفتر التحملات الخاص بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم هذا اللقاء التشاوري في هذا السياق، جاء لإشراك الصحفيات والصحفيين في التداول حول أسئلة تعزيز الأمازيغية في منظومة الإعلام والاتصال عبر هذه المحاور:
- واقع الممارسة الصحافية باللغة الأمازيغية: الإكراهات، التحديات وسبل التأهيل.
- دور الصحفيين والإعلاميين في تعزيز حضور اللغة الأمازيغية في الإعلام المغربي.
- مقترحات وبدائل من أجل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في منظومة الإعلام والاتصال.
ومن هذا المنطلق تهدف “أزطا أمازيغ” من هذا اللقاء إلى تعزيز أدوار الصحفيات والصحفيين باعتبارهم الفاعلين المباشرين في بناء استراتيجية للمناصرة الميدانية والمرافعة الفعلية من أجل إنصاف الأمازيغية في منظومة الإعلام والاتصال وتفعيل الطابع الرسمي في هذا المجال.
نتج عن هذا اللقاء الخروج بخلاصات وتوصيات ضرورية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في مجال الإعلام والاتصال، ونذكر منها: ضرورة مأسسة تواجد الأمازيغية في الإعلام المغربي، إلى جانب ضرورة عقد لقاءات مع المؤسسات المعنية للنقاش حول الموضوع، سواء تعلق الأمر بالمجلس الوطني للصحافة أو الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أو وزارة الاتصال. أكد النقاش أيضا على ضرورة إعطاء الأهمية القصوى للتكوين ابتداء من التكوين داخل المعهد العالي للإعلام والاتصال وصولا لإعداد ورشات تكوينية خاصة للصحفيات والصحفيين بالقناة الأمازيغية.
وفي السياق ذاته، وفي إطار مواكبتها لوضعية الأمازيغية في الإعلام، سبق للشبكة الأمازيغية أن طالبت في مناسبات سابقة بإصلاحات مستعجلة من أجل تدبير عادل لهذا الملف في وسائل الإعلام على اختلافها، لاسيما ما يتعلق بالحكامة، الشفافية، الموارد البشرية والتقنية والذاكرة والتوثيق.