الجامعية الإسبانية: “كارمن ديل روسيو مونيديرو مورالس” (Carmen Del Rocio Monedero Morales).. الأزمات الدبلوماسية بين المغرب و إسبانيا كشجار بين أخوين تنتصر فيه دائما الأخوة
- على هامش الأزمة الأخيرة التي شهدتها العلاقات المغربية الإسبانية في ضوء استقبال هذه الأخيرة لزعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية، بجواز سفر مزور و المتابع من طرف القضاء الإسباني بتهم التعذيب و الاغتصاب ابراهيم غالي، من أجل الاستشفاء من فيروس كورونا أو من المرحلة الأخيرة من مرض السرطان، نقلت الصحيفة الرقمية ” لوبوكلاج.كوم ” للأكاديمية و الجامعية الإسبانية الدكتورة “كارمن ديل روسيو مونيديرو مورالس”، هاجس توتر العلاقات المغربية / الإسبانية و دور مغادرة زعيم حزب ” بوديموس ” في التخفيف من التوتر الثنائي بين البلدي
- إسبانيا لا تسعى للإساءة للمغرب
أنا أعتقد أن العلاقات المغربية الإسبانية ستستمر جيدة كما كانت، أولا لأننا جيران و ثانيا لأننا نحتاج لبعضنا البعض. لقد مررنا من توترات و أزمات كثيرة و لحظات صعبة بين ضفتي المتوسط، و سأعود سنوات إلى الوراء، لأذكر أنه عندما كان السيد ” خوصي ماريا أثنار” رئيسا للحكومة الإسبانية وقعت أزمة بين البلدين بسبب ” جزيرة ليلى “، و قد تم تجاوز هذه الأزمة بالتفاهم و التفاوض، نفس الشيء بالنسبة لقضية الصحراء. العلاقات الثنائية تتخللها دوما أزمات و لحظات صعبة، خاصة بين بلدين جارين، و لكن منطق الجوار ينتصر في الأخير، لتعود العلاقات المغربية الإسبانية كما كانت. لأن هناك تعاون كبير على مستوى الأنشطة الاقتصادية و تعاون في مجال الهجرة و تنسيق على المستوى الأمني.
فإسبانيا لا تسعى للإساءة للمغرب و المغرب أيضا لا يسعى ليكون سيئا مع المملكة الإسبانية. فالأزمات و التوترات و اللحظات الصعبة التي تظهر بين الفينة و الأخرى بين البلدين، نتيجة سوء تفاهم أو سوء تقدير، تشبه خلاف أو شجار بين أخوين ينتميان لذات العائلة. إذ يمكن أن تتشاجر مع أخيك و لكن هذا لا يعني أنه أخاك، مهما اختلفت أو تشاجرت معه.
أعتقد أنه من الطبيعي أن تطفو بين الفينة و الأخرى بعض التوترات في العلاقات بين الدول قد تصل في بعض الأحيان إلى التأثير على المسارات الدبلوماسية، لكن العلاقات الطيبة تستمر و الأخوة تنتصر.
- هل يمكن أن تساهم مغادرة زعيم الجزب اليساري المتطرف ( بوديموس) السيد بابلو إكليسياس من الحكومة الإسبانية و الذي يدعم الانفصال في الصحراء المغربية، في التخفيف من حدة التوتر بين المملكتين المغربية و الإسبانية؟
بطبيعة الحال، مغادرة زعيم حزب ” بوديموس “، المشارك في الحكومة الإسبانية الحالية الذي يعبر صراحة عن دعمه لجبهة البوليساريو، قد تخفف من التوتر الحاصل بين البلدين الجارين، و لكن في ذات الوقت لا يجب أن ننسى أن جزب ” بوديموس” مازال مستمرا عبر أعضاء آخرين من الحزب في الائتلاف الحكومي الذي يقوده الاشتراكي بيدرو سانشيز.
بمعنى أنه، حتى لو خرج رئيس حزب ” بوديموس ” من الحكومة، فالحزب مازال مستمرا في الائتلاف الحكومي . للتذكير، فإن الائتلاف الحكومي الحالي الذي يسير الشأن العام الإسباني، هو ائتلاف من أحزاب اليسار، و هذا الائتلاف ” سيستمر في دعم أطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية “.