يرتبط شهر رمضان المبارك عموماً بكثرة العرض من المنتجات الاستهلاكية وتنوعها في المتاجر، مما يعزز الرغبة في تذوقها، لكن خلال الصيام من الفجر إلى غروب الشمس، يجد المؤمنون أنفسهم محرومين من إشباع حاجتهم المتزايدة في الرغبات.
وأمام هذه الرغبات التي تتزايد تحت تأثير الروائح الطيبة للأطباق المعدة لهذه المناسبة مثل الحريرة أو الشباكية او البريوات أو السمك المشوي وغيرها من الأطباق المغربية الشهية ، يجد المستهلك نفسه يميل إلى الإفراط في الشراء الذي غالبا ما يتجاوز احتياجاته اليومية أثناء الإفطار والعشاء والسحور .
بل هناك من الناس من يقوم بشراء مواد غذائية عديدة لملء مائدة الافطار دون أن يأخذ في الاعتبار أهمية هذه الكمية الهائلة من الطعام والشراب، مما يساهم في استنزاف طاقته وصحته وضعف قدرته الشرائية .
وهذا التبذير ، المرتبط بإشباع الرغبات الغذائية غير المنضبطة، يسمح بظهور بعض المظاهر والسلوكيات الضارة والمخالفة لمبادئ الصيام الذي يشكل أحد أركان الإسلام الخمسة.
ومن هذه المظاهر كثرة النفايات بشكل يخالف العادات المتبعة خلال الأشهر الأخرى من العام، ويظهر ذلك بوضوح من خلال حجم النفايات التي تتراكم كل ليلة، مما يجعل مهمة جامعي القمامات صعبة بل ويساهم بشكل كبير في تلوث البيئة وتبذير ما يحتاجه اخرون. بالاضافة الى سلوكيات أخرى تصبح بعيدة كل البعد عن الحكمة وراء الصيام، وهو شهر التضامن والكرم والمساعدة المتبادلة، حيث يجب التفكير في الضعفاء والمحتاجين والمشردين في الازقة والشوارع.
ويُرجِع أغلب الناس تبرير التبذير بمثل مغربي يقول أن “العين تأكل قبل البطن”.
إلا أن تفشي هذا النوع من المفاهيم قد ساهم في ظهور ثقافة وطقوس غذائية جديدة تنبع من الرغبة في التغلب على مظاهر الحرمان.