” أتهم ” (j’accuse) هو عنوان مقال كتبه الصحافي و الروائي إميل زولا (1840/ 1903), و هو من الروائيين الفرنسيين الأكثر شعبية و الأكثر مقروئية في العالم . كتب مقالا شهيرا حول قضية ” ألفريد دريفوس ” نشر بجريدة ” لورور ” سنة 1898, على شكل رسالة مفتوحة لرئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك ” فيليكس فور “.
في سنة 1894، اتهم ألفريد دريفوس، و هو ضابط فرنسي يهودي، ظلما بتسريب وثائق سرية للألمان ( وهو ما نسميه اليوم بالتخابر مع الأجنبي ) و حكم عليه بالسجن المؤبد و تم نفيه إلى إحدى الجزر بمقاطعة غويانا الفرنسية.
بعد ثلاث سنوات، تم توقيف الخائن الحقيقي و هو أحد ضباط الاستعلامات العسكرية، الذي بالرغم من مثوله أمام مجلس الحرب الفرنسي، فقد تمت تبرئته بإجماع القضاة سنة 1898.
هذا الحكم / الفضيحة هو الذي دفع إميل زولا للتدخل بطريقة قوية للغاية ، من خلال تعريض نفسه شخصيًا للمحاكمة في محكمة الجنايات ، أمام محكمة مدنية وليست عسكرية. من خلال توجيه الاتهامات في الصحافة إلى عشرة فاعلين في القضية ، بمن فيهم وزير الحرب ورئيس أركان الجيش ، رغم أنه يدرك أنه تحت طائلة قانون حرية الصحافة الصادر في 29 يوليوز 1881 ، الذي سبق أن ساهم ه في تحريره..
تمت محاكمة زولا في فبراير 1898. وعلى الرغم من أن رئيس المحكمة منع الحديث عن قضية دريفوس ، إلا أن أكثر من مائة شاهد تمكنوا من التحدث عن الموضوع. حكم على زولا بأقصى عقوبة واختار المنفى في لندن. لكن المحاكمة سلطت الضوء على عيوب التهمة الموجهة إلى ألفريد دريفوس ، والتي أدت إلى مراجعة قضيته بعد بضعة أشهر ، وتلاها عفو فوري عنه وإعادة الاعتبار له من قبل محكمة النقض في عام 1906
رسالة إيميل زولا المفتوحة التي مر عليها أكثر من قرن من الزمن الدنيوي و دفاعه المستميت عن الحق والحقيقة و لو كلفه ذلك المحاكمة و النفي، تساءلنا جميعا، حاكمين و محكومين، تساءل بالدرجة الأولى أولي المهنة من الصحافيات والصحافيين، اللواتي و الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية البحث عن الحقيقة والدفاع عن المظلوم و مساءلة الظالم .
بصراحة نخشى أن تقع الواقعة، و يغادرنا سليمان الريسوني، لا قدر الله، إلى عالم آخر… لينقلب المنقلبون على أنفسهم يتلاومون، فمنهم من سيقول ” لكل أجل كتاب… ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ” و منهم من سيردد علينا ” إن الوطن غفور رحيم “، أما سليمان فلن يغفر للذين ظلموا و الذين ناصروا الظلم و الذين سكتوا عن الظلم. و الله لا يهدي الظالمين.
رئيس المركز الوطني للإعلام و حقوق الانسان