شارك المغرب في القمة التي احتضنتها ألمانيا حول تقديم المساعدات العسكرية والسياسية إلى أوكرانيا، وهي القمة التي شاركت فيها أكثر من 40 دولة ودعت لها الولايات المتحدة. وتعد مشاركة المغرب مفاجأة حقيقية بحكم موقفه الحيادي السابق لينخرط في الدعم العسكري مباشرة.
ودعت واشنطن إلى قمة في القاعدة الأمريكية في رامشتاين الألمانية والتي جرت أطوارها الثلاثاء من الأسبوع الجاري بمشاركة الدول الغربية وغير الغربية ومنها ثلاث دول عربية وهي قطر وتونس والمغرب، ومثل البلد الأخير في هذه القمة الوزير المنتدب المكلف بالدفاع عبد اللطيف لوديي. وترأس هذا اللقاء وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، حيث بحث السبل الكفيلة بمساعدة أوكرانيا عسكريا لمنع انهزامها.
وكان المغرب قد امتنع رفقة عدد الدول العربية الملكية عن إدانة التدخل الروسي العسكري في أوكرانيا بل وغاب عن مختلف جلسات التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أدانت موسكو. وشكل الموقف المغربي رفقة دول أخرى مثل السعودية والإمارات حدثا سياسيا نظرا لقرب هذه الدول من الغرب وتبنيها موقفا معاكسا لسياسة الغرب هذا. ولم تقدم الدولة المغربية توضيحات لهذا التغيير المفاجئ في الموقف من حرب أوكرانيا مثل إصدار بيان أو تصريحات من طرف وزير الخارجية ناصر بوريطة. وكانت موسكو قد رحبت بموقف المغرب في الماضي، وأجرى وزير خارجية الكرملين سيرغي لافروف مباحثات مع نظيره المغربي بوريطة حول الأزمة.
وأكدت واشنطن أن القمة ليست للحلف الأطلسي بل لمجموعة من الدول لتفادي تورط الحلف في هذه الحرب رسميا، غير أن القمة واقعيا هي للحلف الأطلسي وكذلك الدول التي تحمل صفة شريك الحلف الأطلسي مثل أستراليا واليابان والسويد وفنلندا وكما هو الشأن مع المغرب الذي يحمل هذه الصفة منذ سنة 2004.
ويبدو أن تغيير المغرب لموقفه هذا يشكل منعطفا في الأزمة الأوكرانية قد يكون مرتبطا بتجاوز الخلافات مع الولايات المتحدة التي تبنت سياسة غامضة في نزاع الصحراء وكذلك في تجميد بعض صفقات الأسلحة ومنها طائرات بدون طيار متطورة.
ومن جانب آخر، تعهدت الدول المشاركة في قمة ألمانيا بتقديم الدعم العسكري إلى أوكرانيا، وعمليا قدمت دول الكثير من الأسلحة الخفيفة الفتاكة مثل صواريخ ستينغر ضد الطائرات وجافلين ضد الدبابات والمدرعات، إلا أنه لا ينتظر من الدول العربية المشاركة وعلى رأسها المغرب تقديم الدعم العسكري نظرا لمحدودية الترسانة الحربية. كما أن المغرب في وضع لا يسمح له بتقديم الأسلحة بسبب التوتر مع جبهة البوليساريو وكذلك مع الجزائر.