حينما نتمعن قول السيد والي بنك المغرب فإننا نفهم منه اربع اشياء اساسية تعطينا نظرة شاملة عن النخبة المغربية خصوصا السياسية منها :
اولا ان خطاب السيد الوالي كواحد من حراس هذه الدولة وحينما اقول حراسها : فأقصد هنا احد جنود البلد لضمان امنه واستقراره المالي ، والرجل لا يتحدث الا وتحضره الارقام والمؤشرات والمدلولات ،فهو ابن بيئة الحقيقة ، خطابه ، واقع سمعه المغاربة مباشرة من ملكهم الهمام الذي لم تعد لديه تلك النظرة التي كانت له على الأحزاب السياسية والمؤسسات الحزبية ، فخطابه الاخير التاريخي مسجل يمكن لأي سياسي ان يشاهده ويقرأه ويتبصره لأن الحقيقة حقيقة كالشمس لا يمكن اخفاءها.
ثانيا ان السيد الجواهري وان قال كلاما قاسيا فإن ذلك لن يكون اقسى من حقيقة ان من يصوتون اليوم هم نسبة ضعيفة جدا لا تثق في الأحزاب السياسية وبرامجها وشعاراتها وخطاباتها، ودليلي ودليل السيد الوالي الولي النتائج العامة للانتخابات، فالحزب الحاكم اليوم لم يحصل سوى على مليون ونصف مليون صوت أي ان هذا الحزب في عز حملة التعاطف معه لم يقدر على كسب رهان المغاربة لأنهم 34 مليون مغربي وليسو مليون او مليونين فما بالك بأحزاب لا تحصل سوى على صويتات قليلة لا تغني ولا تسمن من جوع.
ثالثا ان المغاربة يعرفون جيدا كيف اغتنى السياسيون بالبرامج السياسية، كيف يستعمل الساسة العمل الحزبي لكسب الثروة وخير المثال رئيس الحزب الثري بمليارات دعم المحروقات وصفقات الغاز والاوكسيجين ، ينتقل من حزب الى حزب دون هوية دون مسار دون برامج ، كيف يريد هؤلاء الأحزاب كسب ثقة المغاربة وهم يقدمون نخبة تدافع عن مصالحها وتسعى للربح ولا يهمها برامج الدولة في شيء ، كلام السيد الجواهري تفسيره واضح جدا ولا مجال التأويل النخبة السياسية فاسدة بهذه العبارة، وإلا فالزعيم الحزبي الذي رد على الجواهري بردود بئيسة ابنته مديرة في مؤسسة مالية كبيرة لم نسمع عن انجازاتها قط ويروج انها في منصب دون مهام .
رابعا ان جل السياسات العمومية الناجحة فضل ذلك بعد الله جلت قدرته يرجع لسيدنا ومولانا الملك الولي الصالح، الذي ركب خيله وسيارته يتفقد اوضاع المواطنين من مدينة الى اخرى، فالمغرب اليوم ليس هو المغرب بالأمس يمكن لاي عاقل ان يقارن حجم الانجازات الملكية الضخمة التي ارسى اسسها جلالته . لذلك المغاربة يثقون بملكهم ودليلي انهم حينما احتجوا ابان الربيع الدمقراطي خرج الملك ليلبي مطالبهم ويقدم على اصلاحات جعلت الهدوء يعم البلد من جديد ، المغاربة لا يثقون بالاحزاب السياسية التي تنتخب مقاولون يستحودون على الصفقات ، واشخاص يبقون طوال السنة بالعاصمة ويتركون جماعاتهم دون برامج تنموية واضحة.
اتذكر خطابا لجلالة الملك في الموضوع حينما دعا المواطنين الى التصويت على النخبة التي يمكنها ان تغير أوضاعها وليس اناسا موسميين .