
بخطى ثابتة يُرسَم طريق النجاح، وبخطى ثابتة وإصرارٍ على النجاح تمكن الطالب الكفيف محمد البخياري من ولوج المعهد العالي للإعلام والاتصال.
وسط أحضان المعهد الذي يسهر على تكوين و إدماج طاقات شابة في مجال الاعلام، تمكن محمد من تقديم رسالة شكرٍ و آمتنان لأطر المعهد، لكن بطريقته.
بعضهم يقول: الضرير حياته مقتصرة على الأكل و الشرب، لكن البخياري يرد قائلا يمكن للضرير أن يكون اسما لا رقماً.
و بالفعل هذا ما أكده محمد عندما تمكن من أن يصبح مراسلا معتمدا ومقدما لبرنامج عن بعد تحت عنوان “إلى الأمام” يبث على أثير الإذاعة المصرية “أجيال”
في حوار مع الطالب الصحفي محمد البخياري عن كيفية الموازاة بين دراسته وعمله قال: بأن العمل سيكون عبارة عن بودكاست مدته لا تتجاوز نصف ساعة أسبوعيا.
كما أكد على أن هذا العمل لن يُشغِلَهُ عن دراسته بل بالعكس سيحفزه على الاجتهاد أكثر في دراسته، لأن راتبه سيخفف نوعا ما من وطأة المعيشة وهو بعيد عن منزله.
كما أكد البخياري على أن القيمة المضافة التي سيكتسبها بعد هذه التجربة ستنعكس إيجابا على شخصيته، وقال بأن هذه التجربة الجميلة مع بلد شقيق ومتطور فنيا ستغني سيرته الذاتية، وستتطور مهاراته العملية على مستوى البحث و الإعداد خاصة و أنه اختار جنسا من بين أصعب الأجناس الصحفية وهو الحوار .
كانت طريقة محمد في الشكر خاصة ومميزة، برهن على أنه سيكون عند حسن و ثقة أُطر المعهد، وفي هذا الصدد صرَّح الأستاذ بالمعهد و الصحفي و رئيس المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان الدكتور إبراهيم الشعبي بأن هذه التجربة و الالتفاتة الجيدة من الإذاعة المصرية “أجيال” جميلة جدا.
كما أعرب الخبير الإعلامي إبراهيم الشعبي في ذات الحديث، عن جدية و استحقاق الطالب محمد البخياري واصفا إياه بالرائع ، مذكرا على أن الإذاعات المغربية هي أيضا تمنح الصحافي الكفيف من ذوي الهمم الانخراط و الاشتغال داخل مؤسسات إعلامية كبرى، وأعطى مثالا بالصحفي رشيد الصباحي الذي وصفه بالمميز ، وقد عبر بصفته رئيسا للمركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان بأنهم في مركزهم الحقوقي لا يميزون بين مغربي ولا أجنبي ولا بين ضرير وغير ضرير، وإنما الكفاءة و الاستحقاق هي الفيصل وهي التي تُخَوِّل للشخص الولوج في سوق الشغل كيف ما كان ،وهذا ما وقع مع البخياري.
وفي حديث آخر عن إقدام المعهد لقبول طلبة من هذه الفئات قال: الأستاذ الشعبي إنه شيء إيجابي وجيد، كما أنه دعا جميع المؤسسات الإعلامية و غير الإعلامية لصون الطالب كإنسان ومنحه حقوقه الكاملة.
بين ضريرٍ وسوي لا مجال للتميز ولا للتفرقة، الكفاءة سيدة الموقف.