كلام كثير سيكتب عن المرحوم عبد المجيد ظلمي.لكن و بكل تواضع أعتبر نفسي من الصحافيين أو من الناس العاديين الذين يمكن أن يكتبوا عنه بشكل خاص
..
أولا انا من عشاق الرجاء منذ طفولتي.و أول ما بدأت أذهب إلى الملعب لمتابعة فريقي المفضل عام 1974 بدأ ظلمي كلاعب رسمي في الرجاء..
و أول ما تتبعته في الملعب و كان يشغل آنذاك مدافع أوسط سقطت في عشقه..
لم تكن المباريات تنقل على التلفزيون لهذا كنت أحرص على سرد ما شاهدته في الملعب أمام أولاد الدرب بحي البرنوصي في حلقة موعدها يوم الاثنين الموالي ليوم المباراة .وكنت احكي لهم بالخصوص عن لاعب يحمل رقم 4 هو ظلمي عبد المجيد و عن فنياته و عن مراوغاته و عن قفزاته و عن تحكمه في الملعب..
وكنت أقول باليقين أنه لو كانت مباريات الرجاء تبث على التلفزيون فإن جميع المغاربة سيعشقون هذا اللاعب المبدع..وهذا ما سيحصل بعد سنوات.لكن بعد أن انتقل ظلمي من الدفاع إلى وسط الميدان..
ويتذكر زملائي و أصدقائي أيام الدراسة بمعهد الصحافة كيف كانت غرفتي بالحي الجامعي السويسى 2 مليئة بصور ظلمي..
وفي الإهداء الذي فتحت به بحث التخرج من المعهد عام 1986 حول الصحافة الرياضية كان اسم ظلمي عبد المجيد حاضرا بعد أبي و أمي و إخوتي..
وفي مناقشة البحث سألني الأستاذ المقرر وكان هو الراحل امحمد طلال عن إقحام اسم ظلمي في الإهداء،فأجبته أنني أعتبر هذا اللاعب واحدا من أسرتي و له مكانة خاصة في قلبي فابتسم..وكان ذلك قبل يوم واحد من مباراة المغرب و ألمانيا في مونديال المكسيك، 86 وهو المونديال الذي تألق فيه المايسترو و عمره 33 سنة..
وعندما انتقل ظلمي إلى فريق جمعية الحليب،انتقلت معه و كنت حريصا على متابعة جميع مبارياته..
لما عاد إلى الرجاء غبت تماما عن مباريات جمعية الحليب.ولما اعتزل ظلمي اعتزلت انا ايضا الملاعب لفترة طويلة..
مساء اليوم،وصلني الخبر الصاعقة و انا في منصة ندوة حول الإعلام الرياضي بالمركز الثقافي المصري..ارتبكت و شعرت بحزن عميق لم يخفف منه إلا الإيمان بالقضاء والقدر..
ظلمي يستحق أكثر من كتاب وأكثر من برنامج و أكثر من كلام..
ظلمي خلد اسمه و كتبه في قلوب المغاربة كواحد من أفضل ما أنجبت الكرة المغربية..
اللهم جدد عليه الرحمات
وانا لله وانا اليه راجعون