
يشتكي مستعملو السيارات من الاكتضاض المروري المهول الذي أصبح واقعا يوميا مزعجا بكل المدن المغربية.
وبمقابل ذلك،هناك ارتفاع مستمر في أرقام شراء السيارات الخاصة، حيث تسجل جميع ماركات السيارات ارتفاعا في نسبة المبيعات كل سنة بالإضافة لنشاط سوق السيارات المستعملة الذي يحقق بدوره أرقاما كبيرة.
لكن يبدو واضحا أنه لا توجد تصورات لربط إنتاج السيارات وبيعها بوجود البنية التحتية اللازمة لاستيعاب الكم الهائل منها والذي يتزايد بشكل كبير. غياب التخطيط المروري يظهر بجلاء في مدينة القنيطرة، هذه الأخيرة أصبحت تعرف اكتظاظا مروريا غير مسبوق سواء وسط المدينة أو بجميع مداخلها،
ومثلا قد يطول الانتظار أحيانا بالمدخل الشمالي للمدينة (العصام) لساعات خصوصا خلال خروج سيارات نقل المستخدمين من المنطقة الصناعية، إضافة لكون هذا الطريق الوحيد لا يستوعب سوى ممرين في كل اتجاه ولم يتم توسيعه منذ مدة طويلة.

نفس الاختناق المروري نجده في مدخل وسط المدينة (طريق مرجان) حيث تتسبب كثافة السيارات بطول الانتظار من أجل المرور من المدار الوحيد الذي يؤدي لجميع الاتجاهات،
نفس الشيء بالمدخل الجنوبي للمدينة (طريق الرباط) حيث يعرف اكتظاظا مروريا دائما.
هذا بالإضافة لصعوبة المرور بكل شوارع المدينة سواء بمنطقة الساكنية أو المغرب العربي أو اولاد اوجيه كذلك شارع محمد الخامس و شارع الديوري المؤدي لكورنيش سبو.
هذا الاختناق المروري يؤدي إلى تأخر الأجراء والموظفين في بلوغ مقرات عملهم، كما يعطل التلاميذ والطلبة عن حضور أولى الحصص بالمؤسسات التعليمية، بل حتى سيارات الإسعاف والوقاية المدنية والأمن تجد صعوبة في المرور.
أما في حال وقوع حادث سير أو تعطل مركبة، فالأمر يتحول لكابوس حقيقي بسبب طول الانتظار الذي قد يطول لساعات.
إن العشوائية في التدبير وغياب التخطيط الاستراتيجي الجيد يجعل حياة المواطنين اليومية صعبة في كل تفاصيلها، ناهيك عن الأذى النفسي بسبب ضغط الاختناق المروري والمخاطر الصحية المرتبطة بالتلوث الناتج عن دخان المركبات.

من جهة أخرى هناك مستفيد من هذه الفوضى العارمة ويتعلق الأمر بالأبناك التي تراكم ثروات كبيرة من قروض شراء السيارات التي أصبحت سهلة وفي متناول الجميع، والأخطر أنه ليس هناك أي اعتبار للبيئة أو امتلاء شوارع المدن عن آخرها بالمركبات الأمر الذي أفقد استعمال السيارات أهدافها وهو ربح الوقت والتنقل بأمان.