أعلنت السلطات في مدينة مليلية عن برنامج يهدف إلى “النهوض باللغة الأمازيغية في التعليم وفي باقي مناحي الحياة العامة”، مؤكدة أنها ستسهر على تنفيذه بالتعاون مع جمعيات محلية.
وفي كلمة لها بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، الإثنين، قالت وزيرة المالية في حكومة مليلية، دنيا المنصوري، إنه آن الأوان لمراجعة القانون الأساسي للحكم الذاتي في مليلية “حتى يؤكد بصريح العبارة على أهمية حماية اللغة الأمازيغية”.
وتعالت في مليلية في السنوات الأخيرة الأصوات المطالبة بتعزيز حضور اللغة الأمازيغية في الحياة العامة، ونجحت هذه الأصوات في دفع سلطات المدينة إلى تخصيص ميزانية سنوية لدعم احتفالات رأس السنة الأمازيغية في مليلية الذي يشكل المغاربة 50 في المائة من مجموع سكانه.
ودافعت دنيا المنصوري، وهي أيضا من قيادات حزب التحالف من أجل مليلية الذي يضم ذوي الأصل المغربي، عن مكانة الأمازيغية في حياة سكان مليلية، وطالبت بـ”إجراءات ملموسة” لتثمين لهذا الحضور.
وفي اللقاء نفسه، أعلنت وزارة الثقافة بحكومة مليلية عن برنامج يهدف إلى تكوين أساتذة في اللغة الأمازيغية كما وعدت بإنشاء متحف لحفظ ذاكرة أمازيغ المدينة ودعم كل الانشطة الثقافية التي تنظمها الجمعيات الثقافية الناشطة في مجال النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين.
إجراءات أثارت غضب حزب “فوكس” اليميني، حيث أعلن الثلاثاء، عن استنكاره للخطة الحكومية، مجددا رفضه تخصيص أموال دافعي الضرائب لدعم الأمازيغية.
وقال الحزب في بيان إن الحكومة المحلية “تسيء إدارة المدينة”، وأن ما أعلنت عنه أمس، “تأكيد لما حذر منه الحزب منذ فترة. إنهم يريدون ترسيم اللغة الأمازيغية في مليلية بأموال دافعي الضرائب (…) إنهم يريدون تحويل المدينة إلى مقاطعة ريفية”، في إشارة إلى أمازيغ شمال المغرب.
رخا: عقلية فرانكو تعيق دسترة الأمازيغية في مليلية
تعليقا على خطة حكومة مليلية، قال رشيد الرخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، إن النهوض باللغة الأمازيغية في مليلية يحتاج إلى إدارة سياسية وإلى “ضغط شعبي”، منوها في الوقت نفسه بدعم سلطات المدينة لكل المبادرات الرامية إلى تعزيز حضور اللغة في الجيب الإسباني.
وأوضح رخا، في حديث لـ”أصوات مغاربية”، أن “عقلية فرانكو” (ديكتاتور إسباني، حكم البلاد من عام 1939 وحتى وفاته عام 1975) وراء استمرار رفض الاعتراف باللغة الأمازيغية في مليلية، مبرزا أن الدستور الإسباني لا يمنع التعدد الثقافي واللغوي.
وأضاف “نحتاج إلى ضغط شعبي في مليلية لدفع إسبانيا إلى الاعتراف رسميا باللغة الأمازيغية، نريدها لغة رسمية لمليلة إلى جانب الإسبانية”.