يتحركون كلما تحرك الزعيم يجلسون وكل حواسهم وطاقاتهم متجهة نحوه يلتقطون إشاراته ويهرولون لتلبية أوامره يسهرون على راحته ويقنعونه بأنه يمتلك الكاريزما والقدرات التي تمكنه من اختراق كل العتبات والقواسم ولكل مريد مهمة من يدبج خطابات الزعيم بكثير من الحشو والشعارات ومن يقدم قنينات الماء ومن يرفع الإيقاع والتصفيق ليحفز الجماهير على الهتاف بحياة الزعيم.
ينبت المريدون بسرعة ولهم دراية في التقاط اللحظة المناسبة لجعل الزعيم يسلم كل المفاتيح . تركيبة المريدين : بعض المناضلين الذين تعبوا من سنوات الضياع في دروب الشعارات واكتشفوا بأن اسهل طريقة للدخول إلى مربع الضوء التحول من مناضل إلى مريد للزعيم وآخرون مريدون بالتركيبة الجينية .
يدرك الزعيم قواعد اللعبة ويدرك بأنه بدون المريدين لن يتمكن من اقتحام الدروب والأحياء التي لا يعرفها ولا يتقن التجول في تشكلاتها الاسمنتية والبشرية . يوم الاقتراع تعيش فرقة المريدين ساعات في الجحيم فإذا خذلت الصناديق الزعيم فسيتبخر كل شيء وسيكون عليهم الهرولة من جديد والهتاف بحياة الزعيم الجديد.
اما اذا كان الفوز فسيكون من السهل نسيان لحظات داس فيها المريدون على آدميتهم من السهل أن يدوبوا وخز ضمير يتعبهم بالسؤال عن ماهية هده الهرولة نحو زعيم يعرفون بأنه لا يملك من صفات الزعامة سوى قدرته على جعلهم في خدمته بثمن .
قد يكتب للزعيم سلم طريق الوزارة وطبعا لن يكون جاحدا في حق مريديه فكما هم في الحزب يصبحون كذلك في الديوان الوزاري مع الفارق في التسمية من فرقة المريدين إلى الفريق المساعد للسيد الوزير .
وقبل انزال الستارة ا يكشف المشهد عن تجمع لكل المريدين بعد أن خلد كل الزعماء للنوم وهم يقارعون الكؤوس ويرددون : يديرها الكاس اعباس وطبعا كلها وكاسو وكلها وعباسو !!!!