قصتي مع رواية وموسيقى وفيلم “زوربا الإغريقي”… ومعهم كلهم الأستاذ الراحل نور الدين الصايل
توفي يوم الخميس 2 شتنبر 2021، الموسيقار اليوناني الفنان الكبير ميكيس تيودوراكيس عن سن يناهز 96 عاما، اشتهر كثيرا بوضع موسيقى فيلم “زوربا الإغريقي” المقتبس عن رواية بنفس العنوان للكاتب اليوناني نيكاس كازانتزاكيس، وأخرجه ميكايل كاكويانيس سنة 1964.
قرأت الرواية أكثر من مرة، وشاهدت الفيلم مرارا على مختلف الوسائط، كما استمعت واستمتعت لموسيقاه آلاف المرات المتعددة
لن أسرد كثير من التفاصيل حاليا لكن أركز فقط على الأساسي فيها. حين كنت أراسل أستاذي نور الدين الصايل من داخل السجن بعدد من النصوص والآراء والاقتراحات التي كان يقرأها بصوته الجميل على أمواج الإذاعة الوطنية الرباط، صباح كل أحد تقريبا، بذكر اسمي الشخصي الكامل دون رقابة أو حذف وذلك في زمن الرصاص بكل ما يعنيه “الرصاص”.
وكان يستمع له كثير من المهتمين بالسينما وخاصة منخرطي الأندية السينمائية في أوائل عقد الثمانينات.
كان قد حصل اتفاق بيننا (من اقتراحي) بأن يبدأ حصته بمقطع من موسيقى فيلم “زوربا الإغريقي” ك”رسالة” مُشفرة على أن رسالتي قد وصلته وسيقرأها على الأثير…
وهكذا تكررت هذه التجربة المشتركة مرارا ويعلم بها الكثيرون. وكانت سببا في أن عدد من منخرطي الأندية قاموا بزيارتي في السجن وعلى رأسهم الصديق العزيز والرفيق أيت عمر عبد الرحمان (ابن عم صديقي أيت عمر المختار) الذي كان يزورني أسبوعيا وأحيانا مرتين في الأسبوع.
كما كنت قد طلبت من أستاذي نور الدين الصايل حين أصبح مديرا للبرامج بالقناة الوطنية الأولى (الوحيدة حينها) أن يعرض فيلم “زوربا الإغريقي” ضمن فقرة “سينما منتصف الليل”، وأخبرت عدد من رفاق السجن بموعد العرض لتمتلأ القاعة المخصصة للتلفزيون.
موسيقى فيلم “زوربا الإغريقي” كانت علامة حب وإخلاص وتقدير وتضامن ورعاية من أستاذي الصايل… فازداد ارتباطي بها وبالصايل معا
كاتب الرواية والموسيقي كانا مناضلين وسبق لهما أن تعرضا للاعتقال والسجن والقمع وبالتالي فإنني أشترك معهما عمق التجربة