بالتزامن مع انتعاش أسهمه في مشروع المدرب تشابي ألونسو، تعمد مستقبل وسط ريال مدريد تياغو بيتارش، إنهاء حالة الجدل التي أثيرت حول مستقبله الدولي في الأسابيع القليلة الماضية، بموافقته رسميا على تمثيل منتخب شباب مسقط رأسه الإسباني تحت 20 عاما، وذلك على حساب منتخب الأجداد المغربي، الذي حاول ضمه إلى القائمة التي سيعول عليها مدرب منتخب الأشبال محمد وهبي في كأس العالم للشباب الشهر المقبل.
ووفقا لما أوردته منصة “أنا الخبر”، فإن المدير الفني للمنتخب المغربي لأقل من 20 عاما، كان ينتظر موافقة لاعب الوسط المُلقب بمودريتش الجديد، بيد أنه تفاجأ باعتذاره عن قبول الدعوة الرسمية للالتحاق بالمعسكر الاستعدادي لمونديال الشباب، وذلك لرغبة بيتارش في الدفاع عن ألوان الماتادور، مبررا اختياره لارتباطه الوثيق بالبلد الذي وُلد وترترع فيه، وأيضا لأن والديه يحملان الجنسية الإسبانية، في إشارة واضحة إلى شعوره بالولاء لإسبانيا أكثر من المغرب، بالرغم من أصول والده المغربية من الأب.
ويُصنف الفتى المولود في مدينة فوينلابرادا عام 2007، كواحد من أبرز جواهر أكاديمية “لا فابريكا” منذ قدومه من خيتافي في صيف 2022، راسما لنفسه صورة اللاعب الفنان والأنيق، الذي يجمع بين الجودة العالية والرؤية الثاقبة في تقديم التمريرات المفتاحية في الثلث الأخير من الملعب، وبين الانضباط التكتيكي والالتزام بالدور الدفاعي المطلوب منه بالضغط العالي المتقدم لمنع الكرة من تجاوز دائرة المنتصف، وهو ما أثار إعجاب حاكم “سانتياغو بيرنابيو” الجديد ألونسو، وتجلى ذلك في تصعيده إلى الفريق الأول للنادي الميرينغي في الجولة الصيفية الاستعدادية للموسم الجديد، قبل أن يُدرج اسمه في القائمة التي هزمت ريال أوفييدو بثلاثية نظيفة مساء الأحد في ختام الجولة الثانية للدوري الإسباني.
وجاءت هذه الأنباء، لتؤكد صحة ما انفردت به صحيفة “المنتخب” المغربية في وقت سابق من أغسطس/ آب الجاري، وكان ذلك بناء على معلومات من داخل أروقة الجامعة الملكية لكرة القدم، ملخصها أن تياغو، ليس منفتحا على فكرة ارتداء قميص رابع مونديال قطر 2022، أو كما نقلت نصا عن مصادرها، لا يفكر سوى في خطوته القادمة مع كبار النادي الميرينغي، والأهم أنه يرى نفسه إسبانيا أكثر من كونه مغربيا، على الأقل في هذه المرحلة، الأمر الذي تسبب في خروجه من حسابات مدرب الناشئين تحت 18 عاما الأسطورة نور الدين نيبت، وحدث هذا أثناء وجود الأشبال في معسكر تدريبي في إسبانيا، لينتهي المطاف باللاعب باختيار تمثيل منتخب لا روخا على حساب الأسود، وذلك قبل المواجهة المرتقبة التي ستجمع المنتخبين، في الموافق الـ28 من سبتمبر/ أيلول المقبل في الدور الأول للمونديال الذي ستستضيفه دولة تشيلي.
في الختام، لفتت نفس المنصة إلى أنه بعد إغلاق ملف تياغو بيتارش، تحول تركيز الوسطاء والكشافة في إسبانيا تجاه جوهرة ريال مدريد كاستيا الأخرى رشاد فتال، الذي يصفه المحيط الأبيض بـ”لامين يامال” المدريدي، منها للحفاظ على التواصل مع اللاعب، باعتباره واحدا من الأعمدة الرئيسية في منتخب الأشبال تحت 20 عاما، ومنها أيضا لمنع أي محاولة إسبانية على المدى القريب أو المتوسطة، لاستعادته مرة أخرى، خاصة بعد بدايته المبشرة مع الفريق الثاني للريال منذ قدومه من ألميريا هذا الصيف مقابل حوالي مليون يورو، ما يضاعف فرصه في الحصول على فرصة العمر مع فريق تشابي ألونسو، على غرار ما حدث نجوم فريق الشباب غونزالو غارسيا وبيتارش.
الجدير بالذكر أن الصراع بين المغرب وإسبانيا على المواهب الخام من أصحاب الجنسية المزدوجة، قد بلغ ذروته في السنوات القليلة الماضية، وكانت البداية بمحاولات إسبانية لإقناع الظهير الأيمن لباريس سان جيرمان أشرف حكيمي، بتمثيل الماتادور أثناء وجوده في ريال مدريد، لكن رغبته الأولى، كانت الدفاع عن وطن الآباء والأجداد، وتبعه قائمة عريضة من النجوم والجواهر الشابة، التي انحازت لمنتخب الأصول على حساب منتخب مسقط رأسهم، أبرزهم نجم ريال مدريد إبراهيم دياز، ولاعب برشلونة السابق عبد الصمد الزلزولي، وإلياس أخوماش، وشادي رياض، ومنير الحدادي، فقط لامين يامال، كان الاستثناء الوحيد، قبل أن يسير بيتارش على خطاه.















