انتظمت اليوم الجمعة بالرباط ندوة تم خلالها تقديم مقاربة ﺳﺎﻧﻜﺮﻭﻧﻴﺔ لعاصمة المملكة باعتبارها واحدة من أهم المدن المغربية التاريخية، واستحضار الدور التاريخي الذي به، والذي يتعين تحيين الوعي به “من أجل ذاكرة للمستقبل”.
الندوة التي نظمت في إطار فقرة “عاصمة الثقافتين” المبرمجة ضمن فعاليات الدورة ال27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، شكلت مناسبة لتسليط الضوء على تاريخ المدينة التي تشكل “حاضرة مكتملة العوالم، من خلال عمقها التاريخي والعمراني، والتعدد الهوياتي الذي يميز ساكنتها وعاداتهم”.
وتوفقت الندوة التي شارك فيها كل من الكاتب محمد الناصري، ورئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة السيد عبد الكريم بناني، تاريخ المدينة الذي سجله باحثون مغاربة وعرب وأجانب، كما دونه الرحالون والشعراء ومؤرخو الأدب.
وأبرز المتدخلان في هذا اللقاء تاريخ الرباط والحركة العمرانية التي شهدتها في السنين الأخيرة، وكذا سياسة إعادة الاعتبار للمدينة العتيقة الرامية للحفاظ على المعالم الحضارية التي تشهد على تاريخها.
وقال السيد الناصري في كلمته بالمناسبة إن مدينة الرباط تتميز بتفردها على باقي مدن المغرب، سواء من حيث الموقع الجغرافي، حيث شيدها المرابطون على صخرة الاوداية، لتكون مكانا للتعبد والدفاع العسكري، وكذا للربط بين شمال المغرب وجنوبه.
وأشار إلى الملامح العمرانية التاريخية المتميزة التي تستهوي زوار المدينة التي شهدت تحولا عمرانيا تاريخيا خلال عهد الموحدين، عندما قرر الخليفة يعقوب المنصور أن تصبح رباط الفتح عاصمة لإمبراطوريته، وتشييد أسوار المدينة لتحصينها، ومعالم تاريخية من أبرزها صومعة حسان.
وبالنسبة للتعدد الهوياتي لساكنة الرباط، ذكر السيد الناصري في مداخلته أن الرباط شهدت هجرة كثيفة للأندلسيين في القرن الخامس عشر، وموجة هجرة أخرى من الأندلس في بداية القرن السابع عشر. وقد استقروا جميعهم في منطقة قصبة الاوداية، حيث ساهموا في إعطاء المدينة طابعا أندلسيا، مع الحفاظ على طابعها العمراني الموحدي.
من جهته، أبرز السيد بناني أن جميع الدول التي حكمت المغرب، عبر التاريخ، حرصت على الاعتناء بمدينة الرباط وبعمرانها، على غرار المرابطين والموحدين والسعديين وصولا إلى العلويين.
وأبرز السيد بناني الأثر الكبير للأندلسيين في بناء عمران مدينة الرباط في طابعها النهائي، خصوصا في المدينة العتيقة وقصبة الوداية ومنطقة “البحيرة”.
كما توقف السيد بناني عند أدوار المرأة الرباطية، وما كان يسمى بـ”السيدات الصالحات”، وهن نساء رباطيات ينحدرن من الأندلس، كن يلقين الدروس لفائدة النساء في الزوايا، إلى جانب مساهمتها في الحقل الأدبي، على غرار الرباطية عائشة الروندا، وهي أول امرأة مغربية صحافية.
يشار إلى أن الدورة ال27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تنظم بشراكة مع ولاية الرباط سلا القنيطرة وجهة الرباط سلا القنيطرة و جماعة الرباط، بفضاءOLM السويسي، تحتفي بمدينة الرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، وعاصمة للثقافة الإفريقية.