لم تكن الأطروحة التي دافعت عنها بمهنية عالية، الطالبة الباحثة في علوم الإعلام والاتصال بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالعاصمة الرباط، الشابة هبة البوشتاوي، ترفا معرفيا، بل ضرورة أكاديمية، ستضع، لا محالة، المؤسسة الإعلامية العمومية الإعلامية الوحيدة بالمملكة المغربية في مصاف المعاهد العليا العالمية الناطقة بلغة شكسبير، باعتبار أن أكثر من ثمانين في المائة من البحوث العلمية تنجز باللغة الإنجليزية.
الطالبة الباحثة والإعلامية المتميزة هبة البوشتاوي ناقشت، دافعت وتفوقت في تقديم صباح يوم السبت 16 دجنبر 2023، ولأول مرة أطروحة بحث لنيل دبلوم الماستر تحت عنوان “ظهور وسائل الإعلام الرقمية المغربية الناطقة بالإنجليزية: ضرورة أم ترف” باللغة الإنجليزية في تاريخ المعهد.
يتطرق هذا البحث بالتحليل والدراسة لظاهرة سرعة ظهور الوسائط الإعلامية الناطقة بالإنجليزية في المغرب وما إذا كان وجودها يعتبر ترفاً أو ضرورة.
كما تهدف هذه الدراسة لعرض المحطات التي اعتُبر فيها هذا الظهور ضرورة من خلال دراسة تاريخ وتطور وخصائص مختلف نماذج هذه الوسائل الإعلامية. كما يتوخى هذا البحث أيضا استكشاف الصلة الوثيقة بين المغاربة وهذه المنابر، مع تحليل مختلف وجهات النظر والعوامل التي تجتذب الجمهور المغربي لها.
الباحثة و الإعلامية هبة البوشتاوي اعتمدت في هذا البحث على ظاهرة دمقرطة تكنولوجيات المعلومات والاتصال والتأثير المتزايد للغة الإنجليزية عبر أشكال وسائط الإعلام المتاحة للجميع مثل أشرطة الفيديو على منصة تيك توك.
هذه الدراسة، التي ستعتبر، لا محالة، مرجعا متميزا و متفردا في البحوث الجامعية بالمعهد العالي للإعلام و الاتصال، تأتي كتتويج لما يقارب سنتين من التدريب النظري والعملي ضمن برنامج ماستر “انتاج المحتويات السمعية البصرية والرقمية” بالمعهد العالي للإعلام والاتصال.
فبعد جمع المعطيات الضرورية بالاعتماد على منهجيات متباينة، أظهرت النتائج أن المغرب في حاجة ماسة إلى المزيد من الوسائط الإعلامية الناطقة بالإنجليزية، لاسيما الرقمية منها، خاصة أن النماذج السابقة أبانت عن نجاح كبير.
وفي هذا السياق يسهم هذا البحث، من خلال استكشاف الارتفاع المطرد لعدد الوسائل الإعلامية الناطقة بالإنجليزية في تحسين فهم هذا التطور الإعلامي وأهميته في المغرب. بالإضافة لذلك، فإن هذا البحث يقدم معطيات وأفكاراً للمهتمين والعاملين في الساحة الإعلامية وواضعي السياسات وكذا الباحثين.
كما اهتمت هذه الدراسة بتسليط الضوء أيضا على التصاعد الملحوظ للذكاء الاصطناعي واستخداماته في الصحافة والسينما، مع التركيز على رأي المهنيين المغاربة فيه، وذلك اعتبارا لراهنية الموضوع وتقاطعه مع الموضوع الأساسي للبحث.
تجدر الإشارة أن لجنة المناقشة تشكلت من نخبة من الخبراء والمختصين في المجال، ويتعلق الأمر بالأستاذ الدكتور بنعيسى عسلون رئيسا والذي يشغل بالمناسبة منصب المدير العام للهاكا (الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري) والسيد طارق سلمان العلمي أستاذ بكلية علوم التربية والأستاذين بالمعهد العالي للإعلام والاتصال السيدة مريم آيت بالحسين والأستاذ عبد الصمد مطيع والذين أجمعوا على جرأة البحث وحسن اختيار زاوية مقاربة الموضوع مع التسجيل أن العمل في مجمله يعكس مسار الباحثة هبة البوشتاوي من السينما إلى الصحافة، علما أنها حاصلة من قبل على دبلوم الإجازة من المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما شعبة الإخراج.