في حوار مثير خصّ به الموقع الإسباني El Confidencial، وجّه الأمير هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس والمُلقب بـ”الأمير الأحمر”، انتقادات لاذعة لمسار التطبيع المغربي – الإسرائيلي، معتبراً أن المملكة “تضحي بالقضية الفلسطينية على حساب تحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل”.
هشام العلوي الذي لم يتردد في وصف ما يجري في غزة بـ”الإبادة الجماعية”، شدد على أن “حل الدولتين أصبح مستحيلاً” في ظل التقطيع الاستيطاني وفرض البنية التحتية الإسرائيلية على الأرض، مقترحاً بدلاً من ذلك التفكير في “أشكال من السيادة المشتركة أو كونفدرالية طويلة الأمد”.
الإبادة في غزة… ونهاية وهم “الدولتين”
قال مولاي هشام بلهجة حاسمة: “نحن أمام إبادة جماعية ضد الفلسطينيين”. وأضاف: “إسرائيل ربحت عسكرياً لكنها خسرت سياسياً وأخلاقياً، لأنها عاجزة عن تحويل انتصاراتها إلى شرعية”.
ويرى أن حل الدولتين بات وهماً سياسياً، ليبقى المستقبل رهين صيغ جديدة للتعايش السياسي على قاعدة السيادة المشتركة.
أنظمة عربية على صفيح ساخن
انتقد الأمير “تواطؤ الأنظمة العربية التي تحافظ على علاقاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة”، محذراً من أن “هذه الأنظمة قد تُجرف بغضب شعبي إذا استمرت في هذا النهج”.
وأضاف أن أي “محاولات لطرد جماعي للفلسطينيين ستكون الشرارة لانفجار إقليمي واسع”، معتبراً أن “إيران خرجت ضعيفة من المواجهة الأخيرة، مما يفتح المجال أمام تقارب سعودي – سوري – إيراني جديد”.
معضلة المغرب: بين الأمن والتحالف الشعبي
يُذكر مولاي هشام أن “العلاقة بين المغرب وإسرائيل ليست وليدة اليوم، بل تمتد إلى عهد الملك الحسن الثاني وتشمل التعاون العسكري والاستخباراتي وملف الصحراء”.
ويضيف: “اليوم، إسرائيل ركيزة أساسية في أمن المغرب، خاصة في مواجهة الجزائر”.
لكن التحدي الأكبر حسب قوله يكمن في أن “الشعب المغربي ما يزال بغالبيته العظمى موالياً للقضية الفلسطينية”، ما يجعل الرباط في مواجهة معضلة مزدوجة: الأمن الاستراتيجي مقابل الشرعية الشعبية.
الحل: قطيعة مع نتنياهو لا مع الإسرائيليين
بصوت نقدي متمرد، دعا الأمير إلى “قطع العلاقة مع نتنياهو، رمز الأيديولوجية الصهيونية المتطرفة، دون أن يعني ذلك القطيعة مع الشعب الإسرائيلي”.
وأوضح: “يجب أن نحافظ على الروابط التاريخية والثقافية اليهودية – المغربية، وأن ننخرط في حوار مباشر مع المجتمع المدني والقوى الليبرالية في إسرائيل”.
لكنه شدد على ضرورة أن “يتبنى المغرب موقفاً أخلاقياً واضحاً: إدانة جرائم الحرب، رفض أي دعم عسكري لإسرائيل، ومساندة المبادرات الدولية مثل دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية”.
معركة الشجاعة السياسية
يعتبر هشام العلوي أن “المغرب أسير تحالف استراتيجي صعب الكسر”، لكنه في الوقت ذاته بحاجة إلى “شجاعة سياسية ليميز بين إسرائيل ككيان شعبي وثقافي، وبين إسرائيل كسلطة متطرفة ترتكب جرائم حرب”.
ويختم الأمير الأحمر بأن التحدي المطروح هو الحفاظ على الإرث اليهودي – المغربي المشترك، مع الدفاع الصارم عن القضية الفلسطينية.















