هكذا، وبعد حوالي أربعة وعشرين ساعة على المصيبة الكبرى التي أصابت عدة مناطق من المغرب، وبعد أن قتل من قتل، وجرح من جرح، و ترمل من ترمل و تيتم من تيتم و بكى من بكى، يظهر السيد الرئيس على منصة افتراضية تسمى الفايسبوك، ليعزي المغاربة في مصيبتهم التي أصابتهم ليلة الجمعة و مازالت أضرارها و هلعها و ذعرها مستمرا إلى اليوم، ليقول للمغاربة:
” “أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لعائلات ضحايا الزلزال الذي ضرب عددا من المدن المغربية، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يشفي الجرحى”.
تعزية فايسبوكية، افتراضية، كأن ما وقع، حدث في جزيرة الوقواق. انت السيد أخنوش رئيس حكومة المغاربة، الذين ” صوتوا ” عليك و ” اختاروا ” حزبك كحزب أغلبي ليمثل المواطنات والمواطنين، ويدبر شؤونه العامة، ولكن للأسف الشديد خذلتهم بصمتك، و سكوتك، و عندما ظهرت للعلن، ظهرت متأخرا و محتشما و افتراضيا.
أنت رئيس حكومة، كان عليك أن تبادر وأن تكون من بين الأولين الذين يزورون المناطق المنكوبة، خاصة أنك كنت على ما يبدو قريبا من موقع المصيبة التي أصابت المغاربة، كنت تنتشي بموسيقى مهرجان ” تيميتار ” بمدينة أكادير.
تعزية أقل ما يمكن يقال عنها، أنها متأخرة جدا. خجولة جدا، باهتة جدا، جبانة جدا. رغم أنه كان يمكن أن يبادر إلى ذلك في حينه، أي في الحادية عشرة ليلا من يوم الجمعة.
القتلى و الجرحى لا يحتاجون لتعزية فايسبوكية. اليتامى والأرامل، لا يحتاجون لتعزية افتراضية. الأسر المكلومة والتي تبيت في العراء لليلة الثانية على التوالي لا يحتاجون لكلمات لا معنى و لا رائحة و لا طعم لها.
كأني بالمتضررين من ويلات زلزال الحوز يقولون لك بصوت خافت و حزين، لأنهم لا يقوون على الكلام، لا نريد تعزيتك. تعزيتك مردودة عليك. و الله ولي التوفيق.