انتقد أحد السلفيين المدخليين الداعية السلفي ياسين العمري، فخرج الأنصار والأتباع والمعجبون والمريدون، يردون على المنتقد، ويرفعون في وجهه شعارات لايطبقها أي أحد منهم.
من قبيل أن لحوم الدعاة مسمومة، وأنه لاينتقد الدعاة إلا عميل أو حسود.
مع أن ياسين العمري نفسه، سبق أن انتقد دعاة آخرين كعدنان إبراهيم، بل لم يقتصر على الانتقاد، وتجاوزه إلى الاتهام بأنه عميل ويتقاضى أجرا من أعداء الإسلام، دون أي دليل أو بينة أو برهان على اتهامه
انتقد الشيخ عادل رفوش، الشيخ مصطفى العدوي، في تعليقه على محمد حسان، فخرج أنصار العدوي ومريدوه، ليصوروا عادل رفوش على أنه مجرد رويبضة يتطاول على العلم والعلماء، وأنه يهدم الدعوة والدين، ويبخس الرموز، ويغمط الشيوخ حقهم، ويجرىء عليهم الرعاع.
مع أن عادل رفوش لم يفعل عشر مافعله هذا العدوي، الذي ضلل أمة كاملة من المحدثين والمفسرين والفقهاء والمتصوفة والشيوخ والدعاة، بأسلوب دون المستوى، يقطر غلوا وتطاولا وتطرفا.
.
من الواضح أن هؤلاء لايرفعون شعارات توقير الدعاة، إلا إذا كانوا من قبيلتهم، ولايرددون تلك الشعارات الجوفاء التي لا أثر لها في الواقع، من قبيل “لحوم الدعاة مسمومة” أو “ما رأينا أحدا وقع في أعراض العلماء، إلا فضحه الله”… لايرفعونها إلا إذا انتقدهم المخالف لهم، لكنهم يبيحون لأنفسهم أكل لحوم مخالفيهم، والوقوع في أعراضهم، واتهامهم بالباطل، والافتراء عليهم
.
فجأة يتوقف العمل بتلك الشعارات والقواعد والضوابط، ولا يتذكرونها إلا حين ينتقد أحدهم دعاة طائفتهم وشيوخ قبيلتهم.
قبل يومين كتب الشيخ السلفي أحمد حفو تدوينة وصف فيها الشيخ السلفي حسن الكتاني، بأنه جاهل وقبوري مشرك يدافع عن الشرك، وعن عباد القبور، وامتلأت صفحته بالتعليقات في تكفير الكتاني والحدوشي
وهذا الشيخ محسوب على السلفية التقليدية، وليس الجهادية، وهو يكفر شيخا سلفيا جهاديا، ويتيح المجال في صفحته لأتباعه أن يأكلوا لحمه ويكسروا عظمه، ويقعون في عرضه
.
وقبل سنوات تهجم الشيخ السلفي محمد بن عبد الرحمن المغراوي، على محمد حسان، بأقذع الأوصاف وأحط الكلمات، ومسح به الأرض، واحتقره أيما احتقار.
وأتباع المغراوي الآن هم الذين يهاجمون كل من انتقد محمد حسان بعد شهادته، وهم من يرفع شعارات”لحوم العلماء مسمومة”، ويتهمون من انتقد حسان بأنه عميل أو جاهل أو حسود…. مع أن شيخهم هو من سن هذه السنة
.
وبالرجوع للتعليقات على شهادة كل من حسان ويعقوب، بين شامت ومنتقد ومهاجم ومؤيد ومدافع، من داخل التيارات السلفية، يتضح لك أن القواعد التي يدندنون حولها، غير قابلة للتطبيق، وأن الشعارات التي يرفعونها، هم أول من يخرقها، وأنهم يجيزون لأنفسهم ماينكرونه على غيرهم، وأنهم أضيق الناس بالنقد، وأكثر الطوائف تشتتا وتشظيا وقلة إنصاف
.
فسبحان من جعل هذه القواعد مطاطة، وهذه الضوابط غير مطردة، وهذه الشعارات جوفاء فارغة، كعقول من يرفعها فقط لإسكات مخالفيه.