كانت الطفولة فصلا مليئا بالأحلام البريئة والضحكات العفوية وتفاصيل مؤثرة تروى بحنين على مائدة العائلة لكن الخوارزميات غيرت قواعد اللعبة فأصبحت لحظات تعثر الطفل أو نطقه لكلمة مضحكة أو تقليده للكبار مادة قابلة للمونتاج والنشر تحدد قيمتها بعدد المشاهدات
في الماضي كانت الكاميرا وسيلة لتوثيق ذكريات تحفظ في ألبومات صور تفتح في جلسات خاصة أما الآن أصبحت الهواتف منصة لعرض حياة الأطفال أمام أعين الملايين فيصبح الطفل أسيرا لرأي جمهور لم يختره، فبدل أن يكبر الطفل فخورا بنفسه أصبح يحدد قيمته انطلاقا من تعليق عابر على منصات التواصل الاجتماعي
قد يقول البعض إن الأمر عادي والغرض منه التوثيق أو الترفيه لكنهم لم يدركوا خطورة الأمر على طفل بريء، ذنبه الوحيد أن والديه حوّلاه من طفل يعيش أزهى أيام حياته إلى سلعة مدرة للربح .
فخلف كل “لايك” قصة طفل لم يختر أن يكون مؤثرا صغيرا لم يفهم بعد أنه قد يحاكم على لباسه أو تصرفاته أو يصبح عرضة لتعليقات طاعنة قد تخلف ندوبا نفسية تلاحقه مدى الحياة فالإنترنت لا ينسى والمشهد الذي يبدو لطيفا اليوم قد يتحول غدا إلى مادة للسخرية أو التنمر
وفي المغرب لا زالت التشريعات والقوانين المنظمة لهذا المجال ضعيفة أو منعدمة ما يجعل الباب مفتوحا على مصراعيه أمام أسر همها الوحيد كسب شهرة لحظية مضحين بسعادة أطفالهم حارمين إياهم من لذة الطفولة فاللعب والضحك ملك للأطفال لا مادة للإعجاب والترند















