واقع مؤسف تعيشه فئة من المدرسين بالقطاع العمومي بالمغرب، ويتعلق الأمر بالأساتذة خريجي السلم التاسع، أقلهم قضى 16 سنة في الميدان ومنهم من وصل ل 27 سنة من التدريس وهم لازالوا حبيسي السلم العاشر
والظاهر أن رئيس الحكومة المقبل عزيز اخنوش يعلم جيدا أن أجرة قدرها 7500 درهم هي بداية فقط للأستاذ وذلك في ظل ارتفاع مستوى المعيشة في المغرب.
فما بالك بمن قضى أكثر من 25 سنة من العطاء في ظروف صعبة ومناطق مختلفة وأجرته لم تتجاوز بعد 6500 درهم، يؤدي منها مصاريف التنقل من وإلى مقر العمل والتي تتجاوز أحيانا 1500 درهم شهريا بالإضافة لتكاليف أخرى مرتبطة بالإعداد للدروس وغيرها.
وبالتالي فأجرته الحقيقية في حدود 4000 درهم. ولو افترضنا أن تكلفة السكن في حدود 2000 درهم سواء كقرض امتلاك أو مقابل كراء، فما يتبقى للأستاذ هو 2000 درهم أو أقل يجب أن يدبر بها أموره ومتطلبات أسرته من مأكل وملبس ومستلزمات لا مفر منها.
ومن البديهي أنه لا قدرة لديه على الادخار لمواجهة النوائب والنوازل الغير متوقعة التي تتطلب وجود مدخرات.
ولكل ما سبق ذكره فوضع الأستاذ واضح وضوح الشمس ولا خلاف عليه وهو أنه يعاني ويقاسي ويغيب النوم عن جفونه في أواسط الشهر بسبب الإكراه المادي وصعوبة العيش يوما بعد يوم.
ولذلك فلا يجب تأخير ملف أساتذة الزنزانة 10 أكثر بعد الآن، خصوصا أن الخريجين الجدد حصلوا على فرص أفضل من سابقيهم للميدان
فأساتذة الزنزانة 10 واجهوا إكراهات متابعة الدراسة حيث كان ذلك أمرا شبه مستحيل. مما أخر عليهم فرص تغيير الإطار أو حتى البحث عن مهنة أفضل. كما أنه يمنع عليهم مزاولة أي نشاط آخر يوفر دخلا إضافيا
واليوم يستعد أساتذة الزنزانة 10 للتعبير عن عدم قدرتهم على التحمل أكثر، وكما جاء في البلاغ الصادر عن تنسيقيتهم فهم مضطرون لخوض إضراب إنذاري يومي 4 و 5 من أكتوبر المقبل عسى أن ينتبه المسؤولون لوضعهم الذي لم يعد يحتمل الانتظار. كذلك لإيصال صوتهم للرأي العام والمطالبة بحقوقم المشروعة ولو أن السلم 11 أو حتى خارج السلم لن يعوض أيام شبابهم ولن يشفي الأمراض المستعصية التي أصابت بعضهم بعد سنين من المعاناة