أطلق المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، اليوم الخميس، ورشا جديدا يروم تطوير وتجويد مضامين ومناهج التكوين الإعلامي والتواصلي الذي يقدمه بما يواكب التطورات التي يعرفها هذا المجال.
جاء ذلك خلال يوم دراسي نظمه المعهد لهذا الغرض، وتميز بمشاركة، على الخصوص، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، السيد عبد اللطيف الميراوي، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد المهدي بنسعيد، وممثلين عدد من المؤسسات الإعلامية والهيئات الوطنية والقطاع الخاص.
وقال مدير المعهد العالي للإعلام للاتصال، السيد عبد اللطيف بنصفية، في كلمة افتتاحية بالمناسبة إن المعهد حقق تراكما نوعيا في مجال التكوين في الصحافة والتواصل جعل منه مرجعا وطنيا ينافس نظراءه عالميا، مبرزا أن جميع مكونات المعهد تطمح اليوم من خلال هذا اليوم الدراسي “إلى تدشين مرحلة جديدة من مسيرة التكوين الإعلامي والتواصلي به تليق بالتطور الفعلي الذي تسير عليه بلادنا”.
وأضاف السيد بنصفية أن هذه المبادرة تستجيب إلى التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع المغربي على أصعدة عديدة، بالنظر إلى رهانات النموذج المجتمعي الحداثي الذي أرسى ركائزه دستور 2011، ومسلسل الإصلاحات والمشاريع المهيكلة، وكذا توجهات النموذج التنموي الجديد.
كما تأتي هذه المبادرة نظرا إلى تحديات الوضع الراهن والمستقبلي للمغرب على المستوى الإقليمي العربي والإفريقي والعالمي، في ظل تطورات والدينامية التي يشهدها ملف الوحدة الترابية للمملكة.
وحسب مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، فإن هذا المبادرة ستأخذ في الاعتبار التطورات المضطردة للتكنولوجيا الرقمية خاصة في مجال الإعلام والتواصل، وكذا التراكم الإيجابي الذي حققته الممارسة الإعلامية الوطنية تنظيميا وحرفيا، ومجهودات تحصينها من أشكال الانحراف.
وأبرز السيد أن جميع هذه المعطيات تستدعي الحاجة إلى جيل جديد من الصحفيين ومحترفي التواصل، يستجيب تكوينهم للسياق الراهن للمجتمع المغربي، وذلك باعتماد مقاربة مبتكرة لتكوين هذا الجيل الجديد تتجاوز الأفق التقني لتتسع إلى مجالات الفكر والإبداع والالتزام بالقضايا المجتمعية والتنموية للمملكة.
وقال السيد بنصفية إن هذا اللقاء الأول من نوعه المخصص للتفكير والتشاور والتنسيق يفتح مرحلة جديدة في مقاربات التخطيط البيداغوجي الأكاديمي والمهني بالمعهد، حيث يندرج ضمن مجهودات تطوير وتقوية عرض التكوين الإعلامي والتواصلي الأساسي والمستمر إضافة إلى هيكلة البحث العلمي.
وأضاف أن اللقاء يشكل أيضا مناسبة سانحة للاستماع إلى حاجيات مؤسسات استقبال خريجي المعهد في ما يتعلق بالمواصفات المعرفية والتقنية والأخلاقية للموارد البشرية التي هم في حاجة إليها، والتي على عاتق المعهد توفيرها.
وخلص مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال إلى أن المأمول هو استشراف الخيارات المستقبلية للتكوين والبحث في ظل التطورات المهنية وتحولات المجتمع والتطورات التكنولوجية، مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف التحديات والفرص.
ويعد هذا اليوم الدراسي أول محطة في مسار ورش تحسين مضامين ومناهج التكوين بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، حيث ستتلوه لقاءات أخرى تجمع ممثلي المعهد بالوزارات والهيئات الوطنية المعنية.
وتميز هذا اللقاء بعرض حول إصلاح المشروع الأكاديمي للمعهد العالي للإعلام والاتصال قدمه الوزير السابق والاستاذ السابق بالمعهد، السيد أحمد اخشيشن.