اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ،وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك”/ ابن هشام 1/ 420]
مشاهد مؤلمة تقشعر لها الأبدان وتشيب فيها الولدان،تلك التي أوقعت فيها الغطرسة الإسرائيلية أكثر من مئة شهيد وعشرات المئات من الجرحى من أهل غزة الصامدة الذين هرعوا جميعا نحو شاحنات الإغاثة لسد رمق الجوع المستفحش هناك في تلك الأرض المباركة،أرض مر بها الأنبياء والصالحون من عباد الله
ما ذنب هؤلاء الجوعى من إخواننا الفلسطينيين المستضعفين إذن وفيهم أطفال ونساء وشيوخ حتى تفعل بهم الآلة الجهنمية الإسرائيلية كل هذا الفعل الإجرامي وهم عزل اجتمعوا من أجل رغيف خبز للبقاء على الحياة وإن كانت مرة
إلى متى يظل المجتمع الدولي متفرجا عن بعد على مثل هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان الفلسطيني؟
أليس في هذا العالم قوى رشيدة تقول للكيان الغاشم،قف حيث أنت وكفى من التجبر والطغيان على المستضعفين؟
أين هي المواثيق الدولية التي تنظم تدافع الدول والمجتمعات فيما بينها،ولماذا تترك الآلة الإسرائيلية تفعل ما تشاء في أبناء فلسطين لحد الساعة؟
أينك أيتها القوى العظمى في الشرق وفي الغرب من هذه المجازر الرهيبة المرتكبة كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة بل كل
ثانية في حق الإنسان الفلسطيني؟
خرجة المتطرف بن غفير
لقد قال وزير الأمن القومى الإسرائيلى،إيتمار بن غفير بوقاحة زائدة ،تعقيبا على حادثة دوار النابلسى فى غزة، إنه “يجب إعطاء الدعم الكامل لجنودنا الذين تصرفوا بطريقة ممتازة أمام جموع الغزيين الذين حاولوا المس بهم”وأن ما جرى من مجزرة بحق الفلسطينيين في نظر هذا المتطرف الإسرائيلي هو”هجوم على الجنود”، قائلاً: “علينا دعم مقاتلينا الأبطال العاملين في غزّة وتصرّفهم ضد حشد من الغوغاء حاولوا إيذاءهم”.وزعم بن غفير هذا أنّ ما حدث دافع آخر، للتوقّف عن نقل المساعدات إلى غزّة، التي تمثّل الأوكسجين لحركة حماس، وفق تعبيره
وجاءت تصريحات بن غفير انسجاماً مع هدف الاحتلال الإسرائيلي في تجويع الفلسطينيين ضمن معركة كسر إرادة الحياة في غزة، وإيقاف دخول المساعدات التي كان الاحتلال الإسرائيلي يعارضها منذ البداية
العين تدمع والقلب يجزع
إن العين لتدمع حقا وإن القلب ليجزع وإن النفس لتفزع مما يتعرض له أهلنا وإخواننا وأخواتنا وأبناؤنا وبناتنا وأطفالنا الصغار من غارات قاتلة ومدمرة، مدججة بأحدث تكنولوجيا الحرب بقطاع غزة الباسل الشجاع الصابر المحتسب أمره لله
فمنذ قرابة خمسة أشهر وهو يعيش بين كفي كماشة، بين حصار اقتصادي و طبي موجع و هجمات عسكرية ضارية من قبل الآلة الإسرائيلية الجهنمية التي تأتي بدون رحمة ولا شفقة على الأخضر واليابس، على النفوس البريئة والشيوخ المسنين والنساء الصابرات والثكالى والمرضى وذوي الإعاقات من جراء الحروب السابقة مع استهداف البنيات التحتية ومصالح خدمة المواطنين عمدا ومكاتب وسائل الإعلام الأجنبية والعربية ومختلف البنايات المدنية والحكومية وكأنهم يريدونها حرب إبادة وتجويع في وجه سكان قطاع غزة المجاهد وتدمير أسس الاقتصاد المحلي لإنهاء ما تبقى من صمود لدى هؤلاء الذين صوتوا بقوة وكثافة ذات يوم لفائدة حركة المقاومة الإسلامية -حماس- من أجل تدبير شؤونهم العامة
ماذا عسانا أن نقول وصوت الحكمة والتعقل يكاد لا يصل إلى حل عملي ناجع من قبل المجتمع الدولي من أجل ردع صناع هذه المجازر الرهيبة في هذه المعارك غير المتكافئة التي تجري على قدم وساق منذ السابع من أكتوبر الماضي
ألم يحن الوقت بعد ليستعيد الإخوة الفلسطينيون كرامتهم المسلوبة منهم واسترجاع استقلالهم الكامل بأرض أجدادهم، أرض الأنبياء والرسل، أرض العروبة والإسلام منذ فجر التاريخ؟
صمت من أجل غزة – محمود درويش/ عن عربي بوست
من أجمل ما كُتب من شعر عن غزة، لأن هذه القصيدة تختصر كل ما يمكن أن يُقال عن هذه المدينة التي تعيش النكبة تلو الأخرى. وحتى في ظلّ العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة (2023)، يمكن لهذه الأبيات أن تكون أكثر من مناسبة
وتقول القصيدة، وهي من أجمل القصائد التي كُتبت عن غزة
خاصرتها بالألغام.. وتنفجر.. لا هو موت.. ولا هو انتحار
انه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة
منذ أربع سنوات ولحم غـزة يتطاير شظايا قذائف
لا هو سحر ولا هو أعجوبة، انه سلاح غـزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو
ومنذ أربع سنوات والعدو مبتهج بأحلامه.. مفتون بمغازلة الزمن.. إلا في غـزة
لأن غـزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء.. لأن غـزة جزيرة كلما انفجرت وهي لا تكف عن الانفجار خدشت وجه العدو وكسرت أحلامه وصدته عن الرضا بالزمن
ليست غزة أجمل المدن
ليس شاطئها أشد زُرقة من شواطئ المدن العربية
وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض
وليست غزة أغنى المدن
وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن. ولكنها تعادل تاريخ أمة. لأنها أشد قبحاً في عيون الأعداء، وفقراً وبؤساً وشراسة. لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته، لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب.