ربيع الصقلي هو ممثل مغربي وُلد في المغرب عام 1995. بدأ شغفه بالتمثيل منذ سنواته الأولى، حيث كان يشارك في المسرحيات المدرسية،
وهو ما شكل نقطة انطلاقه نحو عالم التمثيل الاحترافي. انطلقت مسيرته الفنية في عام 2014 من خلال مشاركته في السلسلة التلفزيونية “تاريخنا فخرنا” التي عُرضت على قناة ميدي 1 تي في. وبعد فترة غياب، عاد بقوة في رمضان 2019 عبر مسلسل “قصر الباشا” على القناة الثانية، وهو العمل الذي لفت الأنظار إلى موهبته.
على مدار مشواره الفني، شارك ربيع الصقلي في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية الناجحة، مثل “سولو دموعي” و”كازا ستريت” في 2023، “زهر الباتول” في 2019، و”دار النسا” في 2015. كما خاض تجارب متميزة في السينما، حيث ظهر في أفلام مثل “Casa Overdose” في 2021، و”الإرث” في 2019، وهو الدور الذي نال عنه جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ من مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر المتوسط.
إلى جانب التمثيل، خاض ربيع تجربة تقديم البرامج التلفزيونية، حيث قدم برنامج “طياب الواليدة” الذي يُعنى بالطبخ المغربي التقليدي ويبرز البعد الثقافي والعائلي لهذه العادات.
بفضل تنوع أدواره وقدرته على تجسيد شخصيات مختلفة بمهارة، أصبح ربيع الصقلي من أبرز الأسماء الشابة في الساحة الفنية المغربية، محققًا شعبية واسعة لدى الجمهور.
في هذا الحوار الحصري مع صحيفة “لوبو كلاج”، يتحدث الممثل الشاب ربيع الصقلي عن تجربته المميزة في فيلم “طريق الليسي”، كاشفًا عن كواليس التصوير، الأجواء التي رافقت العمل، وتفاصيل الشخصية التي جسدها،
ما الذي جذبك للمشاركة في فيلم “طريق الليسي”، خاصة أنه يتناول فترة التسعينيات ويعيد إحياء “نوستالجيا” ذلك الزمن؟
صراحةً، تلقيتُ اتصالًا من كاتبة السيناريو فاتن اليوسفي والمخرج داني يوسف. تحدثا معي بشأن فيلم طريق الليسي الذي يتناول الفترة أو الحقبة الخاصة بالتسعينات، ذلك الزمن الجميل. وطبعا، في هذا الفيلم أعيشُ قصة حب في زمن لم تكن فيه هواتف ومواقع تواصل اجتماعي.
هذه الحقبة عشتُها شخصيًا، فقد قضيتُ فيها طفولتي وبقيتُ فيها حتى دخلتُ عصرًا آخر. أبناء الثمانينات والتسعينات عاشوا هاتين الحقبتين من الزمن.
وبالنسبة لي، كبرتُ في هذه الحقبة، وأرغب في استرجاع كل الذكريات التي بقيت راسخة في ذهني منذ الطفولة.
ومن خلال فيلم طريق الليسي، سأُذكّر الجمهور قليلًا بجيل التسعينات. وأخبرتني كاتبة السيناريو فاتن اليوسفي أن هذا الفيلم سيعجبني كثيرًا. وبالطبع، أنا أثق في كتابة فاتن اليوسفي، وأنا متأكد أن هذا العمل سيكون منتجًا رائعًا لجمهور المغرب.
شخصيتك في الفيلم كانت جزءًا من قصة رومانسية مليئة بالصراعات العائلية — كيف استعددت لتجسيد هذا الدور؟
في الحقيقة، عندما أقرأ الدور دائمًا، أتخيل كيف سيكون في الواقع.
أبحث عن الشخصيات التي التقيت بها في حياتي وتُشبه تلك الشخصية التي سأجسدها فأتعلم منهم شيئًا ما، سواء من ناحية طريقة اللباس، أو أسلوب الكلام، أو حتى طريقة المشي. وطبعا، كل هذا يتم بالتشاور مع المخرج داني يوسف، الذي يوجهني ويمنحني الملاحظات اللازمة.
الحمد لله، داني يمنح الممثل المساحة الكافية للإبداع والتعبير عن الشخصية. لكنني، حتى عندما أبدأ اليوم الأول من التصوير، أظل مستمرًا في البحث عن أدوات وعناصر أخرى تُساعدني على تطوير الشخصية.
والجميل في الأمر أن اليوم الأول من التصوير ليس بالضرورة أن يكون مخصصًا للمشهد الأول في الفيلم؛ فقد يكون مشهدًا من منتصف القصة. ومن خلال هذه الأدوات والأجواء، الحمد لله، استطعت أن أرسم ملامح الشخصية، سواء من حيث تاريخها في الفيلم، أو طريقة لباسها، وأتمنى أن يُحبها الجمهور كما هي.
بما أن الفيلم يركز على العلاقات الإنسانية في زمن ما قبل التكنولوجيا، هل شعرت بتحديات في إيصال هذا الجو لجمهور اليوم؟
عشنا نحن بدون هواتف. أظن أن الجمهور الذي في سننا سيكون من السهل عليه أن يتابع الفيلم. الأصعب هو الجيل الجديد الذي قد يطرح سؤالًا: كيف كان الناس يعيشون بدون هواتف؟ وهذا هو مضمون الفيلم، أن نعرض الحقبة التي لم يعايشها البعض ونذكر الجمهور الذي عاشها.
حتى طريقة تواصل الشخصية الفريد مع حبيبته كانت سهلة، لأن الفيلم اسمه طريق الليسي. كانت لصالحهم دون الحاجة لإرسال رسالة أو دق الباب.
كانوا دائمًا يتقابلون ليذهبوا معًا إلى المدرسة، وكذلك كانوا يتقابلون لإنجاز التمارين المشتركة.
فهم في الأصل جيران قبل أن يكونوا أحباء، وهذا هو ما سهل التواصل بينهم. الشخصيات كذلك متلاحمة في الحوار، وهذا ما يجعلهم يشعرون وكأنهم عائلة واحدة. هذا هو المغرب الذي كنا نعرفه، ربما نفتقده قليلاً الآن
كيف كانت تجربتك في العمل مع المخرج داني يوسف؟ وكيف ساعدك في تقديم الشخصية بشكلها الأفضل؟
داني يوسف، لقد عملتُ معه سابقًا في مسلسل عيشة وفيلم العام زين، والحمد لله كانا ناجحين، خاصة فيلم العام زين الذي كنت فيه بطل الفيلم. وداني يوسف من بين المخرجين الذين يهتمون بالممثل ويعيرون الجوانب الفنية والتقنية اهتمامًا كبيرًا.
وإذا لم يعجبه شيء، فإنه يخبر الممثل بذلك. وأنا أحب المخرج الذي يقول للممثل: ما أعجبني شيء، عُدْه مرة أخرى. وداني يوسف كان بمثابة الأخ والصديق دائمًا، ينصحني ويوجهني، وساعدني كثيرًا في إيجاد شخصية فريد.
وأنا أثق فيه، والحمد لله لم نواجه صعوبة في التصوير، لأن كل ممثل كان يعرف شخصيته وكان متمكنًا منها.
فريق العمل ضم أسماء بارزة مثل حنان الخضر، ساندية تاج الدين، سعاد خيي، وهشام بهلول — كيف كانت الأجواء بينهم خلف الكواليس؟
أجواء التصوير كانت جميلة جدًا. كنا نصور في حي بمدينة المحمدية، وكانت جميع الديكورات في كامل التمام.
كنا نتقابل نحن الممثلين بشكل دائم، ليس فقط عندما يكون لدينا تصوير، بل كنا نلتقي يوميًا، حتى أن الجيران ساهموا في الفيلم وخلقنا معهم علاقات إنسانية جميلة، وأود أن أشكرهم جزيل الشكر
كنا نستمتع بوقتنا دائمًا، كنا نتحدث كثيرًا، خاصة مع الممثلة سعاد خي، أو الممثلة سعدية أزكون. وشعرت معهم كأني أعرفهم منذ مدة. خاصة بالممثلة سعاد خيي، التي تجسد دور الأم في الفيلم، أما الممثلة سعدية أزكون، فكانت المرة الأولى التي أعمل معها، وقد بدت لي في البداية صارمة، ولكن مع مرور الوقت اكتشفت أنها لينة جدًا، وقلبها طيب، وتضحك دائمًا سواء مع الممثلة في سنها أو مع الممثلين الجدد.
أما بالنسبة الممثل ياسين أحجام، فهو رفيق دربي منذ بدايتي. والممثل هشام بهلول أيضًا صديق. يعني كل الممثلين كانوا متعاونين ولم يبخلوا عليَّ بالنصائح، والعمل معهم ممتع جدًا
هل هناك مشهد معين شعرت أنه يمثل جوهر قصة الفيلم أو أثر فيك بشكل خاص؟
أكيد كان كالمشهد موت أم أمينة، التي هي الممثلة القديرة سعدية أزكون، وقد أثر في بشكل كبير. وكذلك كنت أعلم أنه سيؤثر في المشاهد المغربي
فمن النادر أن تشاهد فيلمًا تلفزيونيًا يتناول الدراما والكوميديا معًا، وخاصة في هذا النوع من الأفلام. ولهذا، قد يرى المشاهد المغربي أنه ليس هناك شيء مستحيل، وأنه من الممكن أن يكون هناك مشكلة في هذا الفيلم رغم بساطة القصة.
ورغم أنه لم يكن من المفترض أن يحتوي على دراما قوية، إلا أن كاتبة السيناريو اضطرت إلى كتابة هذا المشهد لتكون الدراما حاضرة بقوة، لكي لا يكون الفيلم مجرد نوستالجيا فقط.
وكان لهذا المشهد تأثير كبير على الجمهور، بالإضافة إلى مشهد آخر حيث تسافر أمينة وتترك رسالة لفريد رغم الحب الذي كان يجمع بينهما، والمشكلة كانت في الصراع العائلي
المتفرج يشعر بتقلبات في المشاعر، حيث تتأرجح بين الفرح والحزن، ما يخلق تأثيرًا قويًا في قلبه
كيف تلقيت ردود فعل الجمهور على أدائك وشخصيتك؟
صراحة، كنت أتوقع أن الفيلم سينجح نظرًا لبساطته، حيث أن الجمهور يحب أن يشاهد نفسه على الشاشة ويشاهد الواقع، لأن التمثيل والسينما هما مرآة المجتمع. لكن بما أن الفيلم ينتمي إلى زمن جميل، كنت أتخوف من أن الجمهور قد لا يتفاعل معه بشكل إيجابي. ومع ذلك، الحمد لله، كان الجمهور المغربي متعطشًا لهذا النوع من الأفلام، خاصة في هذه الحقبة الزمنية. وعندما شاهدت الفيلم، سررت جدًا عندما وصلني العديد من الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تؤكد أن الفيلم رائع جدًا، بالإضافة إلى التعليقات الإيجابية التي تلقيتها حول الفيلم
بعد النجاح الذي حققه “طريق الليسي”، هل لديك مشاريع مستقبلية تشبه هذا النوع من الأعمال التي تستعيد فترات زمنية معينة؟
صراحةً، لم أرغب في أخذ أدوار مشابهة، نظرًا لأنني قد قدمت أفلامًا تلفزيونية. لم أشارك في مسلسلات تلفزيونية تتكون من 30 حلقة. اخترت التوجه نحو الأفلام، خاصة في هذا العام. وقد أعجبني جدًا أنني شاركت في فيلم “العام زين”. كما قررت أن أختار أدواري بعناية، بحيث تكون متنوعة وليست متشابهة، مثل فيلم “دمليج زهيرو”.
ثم جاء فيلم “طريق الليسي”، حيث لا يمكنني أن أؤدي فقط دور شخص طيب؛ بل من الضروري أن أقبل أدوارًا فيها جانب من الشر، فلماذا لا؟ وطبعًا هناك فيلم آخر في هذا العام يحكي عن معاناة رابور شاب يحب أغاني الراب ويريد أن يصبح رابورًا، لكن الصعوبة تكمن في رفض عائلته لهذا التوجه الفني. وسأؤدي فيه دور صديق الرابور.
بعدها، هناك فيلم “بيني وبينك”، وأيضًا فيلم آخر بعنوان “بنت العم”. وهذه الأعمال مختلفة عن بعضها، وأتمنى من الجمهور أن أكون قد قدمت لهم ما يعجبهم وأن أكون على قدر توقعاتهم