مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021، المعروف أيضًا باسم COP26، هو مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرون للتغير المناخي. وهو المؤتمر المنعقد حالياً في مدينة غلاسكو العاصمة الأسكتلندية، في الفترة بين 31 أكتوبر و12 نوفمبر 2021 برئاسة المملكة المتحدة، ومن المقرر أن يضم هذا المؤتمر، المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC)، والاجتماع السادس عشر للأطراف في اتفاقية كيوتو (CMP16)، والاجتماع الثالث لأطراف اتفاقية باريس (CMA3).

يعدّ هذا المؤتمر المرة الأولى التي يتوقع فيها من الأطراف الالتزام بتعزيز الطموح منذ COP21، إذ يُطلب من الأطراف تنفيذ عملية تُعرف بالعامية باسم «آلية الاتجاه الواحد» كل خمس سنوات، كما هو موضح في اتفاقية باريس.
ويُعقد المؤتمر في مركز المؤتمرات والمعارض الإسكتلندي في غلاسكو. كان من المقرر عقده في الأصل في نوفمبر 2020 في نفس المكان، وتأجل الحدث لإثني عشر شهرًا في ضوء جائحة كوفيد-19 في المملكة المتحدة خاصة والعالم بشكل عام.
ويهدف هذا المؤتمر، الذي يستضيف ممثلين عن أكثر من 197 دولة، إجراء حوار بنَّاء عن الغذاء وتغير المناخ، والتعامل مع مشكلات التغير المناخي التي تهدد كوكبنا وتحسين الفهم المتبادل للأزمة وبناء روابط وشراكات جديدة لمواجهتها.
ومن منطلق الاهتمام الخاص الذي توليه مؤسستنا الإعلامية «المدائن بوست» هذا العام للتوعية بقضايا البيئة والتغير المناخي، تقوم الجريدة بتخصيص تغطية خاصة وموسعة لهذا الحدث العالمي، حيث ينتظر العالم من هذا المؤتمر أهم القرارات والنتائج، وبذل الجهود لإصدار إعلان رفيع المستوى بشأن الحاجة إلى سياسات غذائية متكاملة لمواجهة تداعيات الطوارئ المناخية.
مع ترقُّب العالم لغد أفضل، انطلاق فعاليات قمة المناخ (كوب 26) بغلاسكو، في محاولة لإنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ.
أعلن رئيس مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 26) ألوك شارما خلال افتتاحه الأحد الماضي، في غلاسكو أن هذه القمة هي “الأمل الأخير والأفضل” لحصر الاحترار بـ 1,5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس.
وأضاف شارما في اليوم الأول من المؤتمر، الذي يستمر على مدى أسبوعين يعتبران حاسمين لمستقبل البشرية، أنه خلال وباء كوفيد-19 “تواصلت ظاهرة تغير المناخ.. تأثيرات تغير المناخ بدأت الظهور في كل أنحاء العالم على شكل “فيضانات وأعاصير وحرائق غابات ودرجات حرارة قياسية.. نعلم أن كوكبنا يتغير نحو الأسوأ”.
وأوضح “إذا عملنا الآن وعملنا معا، سيكون بإمكاننا حماية كوكبنا الثمين”.

ويقول خبراء إن القيام بخطوات ملموسة في السنوات العشر المقبلة سيكون الحل الوحيد للمساعدة في الحد من الآثار المدمرة.
ويأخذ مؤتمر الأطراف هدفه الأكبر من اتفاق باريس التاريخي الذي أبرم في العام 2015 والذي شهد موافقة الدول على وضع حد للاحترار العالمي عند “أقل بكثير” من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، و1,5 درجة مئوية إذا أمكن.
وقالت المنسقة في شؤون المناخ في الأمم المتحدة باتريشا إسبينوزا خلال افتتاح “كوب 26” في غلاسكو، إنه يجب على الدول تغيير طريقة عملها أو قبول فكرة “أننا نستثمر في انقراضنا”.
وتوصف قمة «كوب 26» بأنها فرصة أخيرة لقادة العالم في أفق إنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ.
وتهدف القمة، التي تأجلت عاما بسبب جائحة كوفيد-19، إلى الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه سيُجنب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا.
وسيتطلب تحقيق هذا الهدف، الذي اتُفق عليه في باريس عام 2015، زيادة في الزخم السياسي والمساعي الدبلوماسية الحثيثة لتعويض عدم كفاية الإجراءات والتعهدات الجوفاء التي ميزت الكثير من سياسات المناخ العالمية.
وينبغي للمؤتمر انتزاع تعهدات أكثر طموحا لمزيد من خفض الانبعاثات وجمع المليارات بغية تمويل مكافحة تغير المناخ والانتهاء من القواعد في سبيل تنفيذ اتفاقية باريس وذلك بموافقة ما يقرب من 200 دولة وقَّعت عليها بالإجماع.
-الفرصة الأخيرة للكوكب.. لهذه الأسباب ستكون قمة المناخ «كوب26» حاسمة في تحديد مصيرنا.
يعتقد المتشائمون أن الوقت قد تأخر لمحاصرة آثار التغيّر المناخي، لكن القمة المنعقدة في بريطانيا تؤكد أن هذا الهدف ما زال ممكن التحقيق شريطة اتخاذ إجراءات غير مسبوقة وجريئة من الدول الصناعية الكبرى.
-ما هي قمة المناخ (COP26)؟

إنها القمة الـ 26 للتغيرات المناخية، وتحتضنها المملكة المتحدة بشراكة مع إيطاليا، وكان مخططا أن تنعقد هذه القمة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، إلا أنها أُجِلت بسبب جائحة كورونا، وحالة الإغلاق التي كان يعيشها العالم.
ومن المتوقع أن تمتد أشغال القمة أسبوعين، من 31 أكتوبر/تشرين الأول إلى 12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتنعقد أعمال القمة وجاهيا، بمشاركة آلاف من قادة دول وجمعيات وناشطين في حماية البيئة، وتعهّدت بريطانيا بتلقيح الضيوف الذين لم يحصلوا على مطاعيم كورونا بسبب عدم توفرها في دولهم.
-لماذا تُعدّ هذه القمة مصيرية؟
تُعدّ قمة المناخ حاسمة في تحديد مصير كوكب الأرض، لأن هدفها الرئيس انتزاع التزامات من دول العالم، بالسعي لخفض الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة بحلول سنة 2030، والوصول إلى درجة “الصفر” بحلول عام 2050.
وبينما تقول بعض وجهات النظر المتشائمة إن الوقت قد تأخر لبلوغ هذا الهدف، فإن القمة التي جمعت حكومات العالم حول التغيير المناخي، في بريطانيا، تؤكد أن هذا الهدف ما زال ممكن التحقيق شريطة اتخاذ إجراءات غير مسبوقة وجريئة من الدول الصناعية الكبرى.
ومن التحديات التي تواجه القمة تحديد الإسهامات الوطنية لكل دولة في بلوغ هدف ” 1.5 درجة” بحلول 2030، حيث تختلف هذه الإسهامات حسب دور الدول في تلويث الكرة الأرضية، وهناك نقطة خلاف كبيرة بين الدول الصناعية الكبرى، والأخرى النامية.
-من أبرز الغائبين والحاضرين؟
شَكّل غياب الملكة إليزابيث عن أشغال القمة مفاجأة أو خيبة، بعد أن نصحها الأطباء بالراحة أسبوعين؛ وقد يؤثر غيابها في مجريات القمة لما لها من وزن دبلوماسي قادر على حل الكثير من الخلافات العالقة فيها.
ومن المقرر أن يحضر القمة أكثر من 120 قائدا من مختلف دول العالم، يتقدمهم الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يريد التخلص من إرث سلفه دونالد ترامب المنسحب من اتفاق باريس للمناخ.
ومن أبرز الغائبين أيضا: الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، رغم أن هذه الدول الثلاث تُعدّ من أكثر دول العالم تلويثا لكوكب الأرض ولحضورها أهمية بالغة.
-ماذا سيحدث لو فشلت القمة؟
استبقت الأمم المتحدة هذه القمة بإصدار تقرير يقول إنها إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق لخفض الاحتباس الحراري إلى “1.5 درجة”، فإن هذا يعني ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى “2.7 درجة»، وهذا المستوى يعني دخول الكرة الأرضية في منطقة اللاعودة، وفي مرحلة الكوارث الطبيعية غير المسبوقة، وهو رقم بعيد عن الاتفاق الذي وقعته دول العالم في قمة باريس سنة 2015 لخفض الاحتباس الحراري إلى ما دون «درجتين”.
-ما أبرز نقاط الخلاف؟
ومن المتوقع أن يُشكّل تمويل حماية البيئة أبرز نقاط الخلاف الأساسية في هذه القمة، ففي سنة 2009 التزمت الدول الغنية بجمع نحو 100 مليار دولار بحلول سنة 2020، كي تُمنح للدول الفقيرة لمساعدتها على حماية البيئة.
لم يتحقق هذا الهدف في العام الماضي، وسيكون النقطة الرئيسة للخلاف بين الدول الغنية وخاصة حول قيمة إسهام كل دولة، فضلا عن الخلاف مع الدول الفقيرة التي ترفض أن تكون كبش الفداء لوضع تقول إنها غير مسؤولة عنه.
-قِمم الأمم المتحدة للمناخ وتحديات التوازنات الإيكولوجية
قبل ست سنوات، وفي قمة مؤتمر باريس 2015 للمناخ، وضع قادة القمة أنفسهم أمام تحديات ،عالية السقف؛ واليوم يعيد مؤتمر غلاسكو للقمة السادسة والعشرين في اسكوتلندا (COP26) بين 31 أكتوبر/ تشرين الأول، و12 نوفمبر/ تشرين الثاني، وضع تصورات طموحة وعالية السقف، تصل إلى صفر انبعاث في منتصف القرن، في وقت تظهر العديد من التقارير ذات المصداقية العالية، صعوبة تحقيق هذه الطموحات في ظل الظروف القائمة، وتواضع التقديمات لتحفيز آليات التنفيذ التي تتطلب موازنات مالية فلكية، إضافة إلى تنازلات وفهم أكثر واقعي من الدول الغنية تجاه ما يجب تقديمه للمجتمع الدولي بهدف تأمين الحد الأدنى للاستمرار المقبول وتحظى هذه القمة باهتمام عالمي لافت.
وعلى الرغم من أن صفر انبعاث يعتبر هدفاً طويل الأمد، فإن تخفيضات الانبعاثات بخاصة من قبل أكبر مصادر انبعاثات الغازات الدفيئة، تعتبر أمرا لازماً وضرورياً في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، بهدف الحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية لتأمين شروط وحماية المناخ الصالح لاستمرار البشرية. وقد قدمت أكثر من 80 دولة حالياً خطط عمل وطنية محدثة وفقاً لاتفاقية باريس، فلا تزال التخفيضات المجمعة للانبعاثات المخطط لها بحلول العام 2030 متواضعة، وأقل بكثير من مستوى الطموح المطلوب لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية. ففي لغة الأرقام تسهم عشر دول في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة تتجاوز ثلثي الانبعاثات العالمية؛ وتأتي في طليعة هذه الدول الصين والولايات المتحدة، يليهما الاتحاد الأوروبي، والهند، وروسيا، واليابان، والبرازيل، وإندونيسيا، وإيران، وكندا، وفقاً لمعهد الموارد العالمية، وتعتبر الدول الثلاث الأولى الأكثر مساهمة في تصدير انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 46% عالمياً، بمعدل يفوق 16 مرة ال100 دولة الأقل تصديراً للانبعاثات، وتسهم الدول المئة بنسبة 3% فقط في تصدير مجمل الانبعاثات.
ففي مؤتمر الأطراف المشاركة في الاتفاقية الإطارية 21 بمؤتمر باريس، تم تحديد الأهداف الرئيسة لتفادي تداعيات وكوارث تغير المناخ، وتعهد جميع الموقعين على تخفيض انبعاث الغازات الدفيئة، وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة، والحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين مع وضع هدف التوصل إلى 1.5 درجة مئوية أي (2.7 فهرنهايت)، إضافة إلى الالتزام بمساعدة الدول النامية على التعامل مع تأثير تغير المناخ عبر مليارات الدولارات، كما تم الاتفاق على إجراء مراجعة عامة كل خمس سنوات، إلا أن مراجعة العام 2020 لم تحدث بسبب الوضعية الوبائية لفيروس كورونا وهو ما دفع إلى تأجيلها حتى العام الجاري.
إن عدم تحقيق أهداف قمة باريس، سيصبح الوصول إلى صفر انبعاث أمرا ضرورياً وملحاً، فنسبة انخفاض انبعاثات الغازات في حلول عام 2030 كما هو محدد، ستصل إلى 12% فقط. فيما نسبة انخفاض الانبعاثات المطلوب الوصول إليها في عام 2030 هي 45% للبقاء على مستوى 1.5 درجة فقط؛ في الوقت الذي لا يزال هناك مئة مليار دولار لم تدفعها الدول الغنية للدول النامية، وفقاً لالتزامات سابقة.
-الإمارات والأمل في احتضان قمة المناخ «كوب28 ».

شاركت الإمارات بقوة في فعاليات المفاوضات عبر وزارة التغير المناخي والبيئة لتعزيز مصالح الدولة في جهود العمل المناخي العالمي، بهدف مواجهة تحدي التغير المناخي وخفض انبعاثاته، والتكيف مع تداعياته على المستويين، المحلي والعالمي، ووفائها بالتزاماتها الطوعية بموجب الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة، واتفاق باريس للمناخ، وتوجهاتها واستراتيجياتها المستقبلية وجهودها الخاصة بنشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة، وخفض انبعاثات الكربون، محلياً وعالمياً، واستقطاب التأييد اللازم لطلب دولة الإمارات استضافة مؤتمر دول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب 28» في 2023.
– قادة العالم وقمة گلاسگو … نكون أو لا نكون
توصّل قادة العالم، الثلاثاء، في مؤتمر الأطراف للمناخ “كوب 26” المنعقد في غلاسكو الأسكتلندية إلى اتفاقين رئيسيين يهدفان إلى احتواء الغازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي وحماية الغابات.
•الاتفاق الأول:
تعهّد أكثر من 80 بلداً، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الثلاثاء، خلال مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 26) بخفض انبعاثات الميثان، أحد الغازات الدفيئة الرئيسية المسببة للاحترار العالمي، بنسبة 30% بحلول العام 2030 ويعتبر الميثان المسؤول عن “نحو 30 في المئة” من احترار الكوكب منذ الثورة الصناعية.
•الاتفاق الثاني:
إتفق قادة أكثر من 100 دولة تضمّ 85 في المئة من الغابات العالمية، من بينها غابة كندا البوريالية وغابة الأمازون في البرازيل وغابة حوض الكونغو المدارية، على وقف تدهور الغابات واستصلاحها،وستستفيد المبادرة من تمويل رسمي وخاص قدره 19.2
مليار دولار على مدى سنوات.
كان مؤتمر في مستوى حيت تعقد اكتر قاد 100دولة