مرة أخرى، يثبت الإعلام العمومي بقيادة فيصل العرايشي أنه الحلقة الأضعف في معادلة الدفاع عن الوطن، بعد أن اختار الصمت أمام المقال المسيء الذي نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية.
مقال لم يكن مجرد نقد صحفي، بل هجوم سياسي ممنهج من أطراف داخل الدولة الفرنسية العميقة، استهدف سيادة المغرب و رمزية الملك، في محاولة واضحة للضغط و الابتزاز.
في الوقت الذي تحرك فيه المواطنون بقوة عبر منصات التواصل الاجتماعي للدفاع عن وطنهم و مؤسساتهم، ظل الإعلام العمومي جامداً، غارقاً في برامجه المعتادة، و كأن شيئاً لم يحدث.
هذا الغياب الفاضح لدور كان يجب أن يكون في طليعة الردود الوطنية، يطرح تساؤلات جدية حول جدوى الملايير التي تُصرف سنوياً على هذه المؤسسات، إذا كانت عاجزة حتى عن أداء دورها الطبيعي في الأزمات.
لقد فقد الإعلام العمومي، تحت إدارة العرايشي، حس المبادرة، و تحول إلى إدارة بيروقراطية بطيئة لا تمتلك الجرأة ولا الإرادة للدفاع عن السيادة الوطنية.
لم يعد صوت الوطن حاضراً في نشراته أو برامجه، تاركاً الفراغ للشعب ليملأه بجهوده الفردية عبر حملات رقمية أربكت خصوم المغرب و أجبرت حتى الإعلام الفرنسي على التراجع أمام موجة الغضب الشعبي.
إن الحملة الأخيرة كشفت بشكل واضح أن المغرب في حاجة ماسة إلى إعلام وطني سيادي، قادر على الردع و كشف خلفيات الحملات الممنهجة، إعلام يواكب التحولات الإقليمية والدولية، و يدافع عن ثوابت البلاد دون تردد أو انتظار توجيه من فوق.
صمت الإعلام العمومي في هذه الأزمة لم يكن مجرد تقصير عابر، بل أصبح عائقاً حقيقياً أمام بناء صورة قوية للمغرب في الخارج.
آن الأوان لإصلاح حقيقي يعيد لهذه المؤسسات دورها الطبيعي، و يضع حداً لهذا العجز المتكرر الذي يحوّل الإعلام العمومي إلى مجرد ظل باهت في زمن تحتاج فيه البلاد إلى صوت قوي و مؤثر يليق بمكانة المغرب و بثقة شعبه.















