عندما تحدث الزميل حميد المهداوي في إحدى حلقاته ( التي تعتبر مقالات رأي صحفية سمعية بصرية على دعامة اليوتوب التي تشكل قانونا امتدادا لموقع ” بديل”) عن الحكرة و الإضطهاد و المؤامرة لإغلاق موقعه الإخباري الرقمي المتميز و المستقل ” بديل. أنفو”،

أحسست بقلق كبير على حاضر و مستقبل صحافتنا النبيلة التي أفسدها التافهون و المشهرون، حيث عادت بي الذاكرة إلى الزمن المغربي الرديئ.
للأسف عندما يصل الصحافي إلى الحديث عن الحكرة و الإضطهاد و المؤامرة، فسلام على حرية الفكر و الرأي و التعبير و الصحافة.
و سلام على حق المواطن في صحافة متعددة و مستقلة و نزيهة و مهنية. وسلام ثالثا على الصحافة المستقلة و الصحافيين المستقلين و النزهاء.
بصراحة أحاول ان استحضر ما يشعر به الصحافي المستقل الزميل حميد المهداوي و لو أن ( ما يحس بالمزود غير المضروب بيه).
متابعات قضائية من هنا و تشهير من هناك و حرمان تكتيكي من بطاقة الصحافة. رغم هذه البطاقة باتت لا تساوي شيئا.
لأنه إذا أردت أن تدخل للبرلمان، تحتاج لاعتماد و إذا أردت الدخول لتغطية مباراة رياضية، تحتاج لبطاقة الملاعب. إذا أردت للتصوير الخارجي لجريدتك فتحتاج لبطاقة المركز السينمائي المغربي . إذن ما فائدة بطاقة الصحافة؟
للأسف ما يقع لزميلنا المهداوي يسيئ لصورة المغرب عالميا. يكفي أننا مصنفون عالميا، حسب منظمة مراسلون بلا حدود في المرتبة 129, و قبلها كنا في المرتبة 144. و بفضل العفو الملكي على ثلاثة صحافيين مهنيين ( توفيق بوعشرين، عمر الراضي و سليمان الريسوني) .
إن احوالنا الصحفية أسوأ بكثير من العديد من الدول الإفريقية ومن بينها الجارة موريتانيا المرتبة عالميا في المرتبة 33، بفارق حوالي 100 نقطة.
نحن متخلفون في كل المؤشرات العالمية التي تعتبر مقاييس لتحديد التصنيف العالمي لحرية الصحافة. متخلفون في التعددية والشفافية والاستقلالية و البنية الإعلامية و الإطار القانوني و المتابعات القضائية للصحفيين المستقلين.
المغرب من الدول القليلة التي يفر منها الصحافيون الحقيقيون من مهنتهم بسبب التضييقات و المتابعات و المحاكمات. و التشهير.
اتذكر هنا الصحافي أبوبكر الجامعي و احمد رضى بنشمسي و على لمرالط و هشام المنصوري و غيرهم.
لا أدري إلى متى سبصمد الزميل الصحفي حميد المهدوي في زمن صحافة التشهير و التفاهة ، لذلك على ما تبقى من الصحافيين المغاربة الشرفاء، سوا الذين مازالوا يقاومون داخل المملكة الشريفة ، أو الذين فضلوا الإبتعاد إلى فضاءات أكثر حرية و أكثر أمانا، أن يتضامنوا مع زميلهم التي يتعرض لمؤامرة من جهات كثيرة. و من نيران صديقة و زميلة .
هذه سحابة شتاء عابرة، سيأتي بعدها، لا محالة، ربيع صحافي جديد، يتراجع فيها التشهير. و تتراجع فيها التفاهة و تعود الحرية و يعود الأمان و الاستقرار إلى مهنتنا، مهنة الصحافة .