أثار استبعاد حكيم زياش، نجم المنتخب الوطني المغربي وأحد أبرز لاعبيه، عن قائمة المنتخب جدلا واسعا في الأوساط الرياضية المغربية.
فبسبب مكانته كعميد للمنتخب وموهبته التي طالما لفتت الأنظار، يرى العديد من المشجعين المغاربة أن هناك أسبابا غير رياضية وراء هذا القرار، مما جعل القضية تتجاوز حدود الملاعب.
بدأت شرارة الجدل في شهر شتنبر الماضي عندما قام حكيم زياش، لاعب فريق غلطة سراي التركي، بنشر عدة تدوينات عبر حسابه على انستغرام يعبر فيها عن موقفه تجاه العدوان الصهيوني على فلسطين. ففي إحدى التدوينات كتب:
“اللعنة على اسرا** وعلى كل من يدعمها تحيا فلسطين 🇵🇸”
وفي منشور آخر وجه رسالة واضحة قائلا:
“توضيح آخر بوسط كان أيضا لصالح حكومة بلدنا وجميع الدول التي تدعم الإبادة الجماعية عار عليكم هذا يكفي ولإخوتي وأخواتي في المغرب وفي كل أنحاء العالم أبقوا أصواتكم عالية قدر الإمكان (أنا معكم)
تلك التصريحات أحدثت ردود فعل متباينة بين الجمهور المغربي. فقد رأى البعض في حكيم زياش شخصية شجاعة وجريئة تعبر عن آرائها دون خوف بينما اعتبر آخرون أن اللاعب تجاوز حدوده بتوجيه اتهامات إلى الحكومة المغربية مما قد يؤثر سلبا على صورته ومكانته كلاعب يمثل بلده.
وفي تدوينة أخرى بعد أحداث شجار بين مشجعي فريق أياكس ومشجعي فريق صهيوني حاولوا إزالة علم فلسطين كتب زياش:
“حين لا يتعلق الموضوع بالنساء والأطفال يفرون مسرعين ستظل فلسطين حرة”
في الوقت الذي رجح فيه البعض أن استبعاد حكيم زياش قد يكون مرتبطا بغيابه عن بعض المباريات الأخيرة مع فريقه استبعد آخرون هذا التبرير. فقد أشاروا إلى أن مدرب المنتخب الوطني وليد الركراكي سبق وأن استدعى لاعبين فاقدين للتنافسية مثل نايف أكرد الذي كان يفتقر إلى اللعب المنتظم قبل انتقاله الأخير إلى ريال سوسيداد الإسباني ويوسف النصيري الذي عانى من ضعف التنافسية في مراحل سابقة.
كما أشار البعض إلى أن زياش غاب عن المنافسة لمدة ستة أشهر خلال فترة لعبه مع تشيلسي الإنجليزي ومع ذلك تمت دعوته للمنتخب. وبالتالي يرى مؤيدو زياش أن هذا الاستبعاد لا يمكن أن يكون بسبب أمور رياضية بل هناك خلفيات أخرى قد تكون متعلقة بمواقفه السياسية.
أثار هذا الاستبعاد حملة تضامن واسعة مع حكيم زياش بين أوساط الجمهور المغربي حيث عبر العديد منهم عن دعمهم له واعتزازهم بمواقفه. رفع “الوينرز” مشجعو نادي الوداد البيضاوي لافتة خلال مباراة الفريق أمام اتحاد طنجة في الدوري المغربي تحمل رسالة واضحة:
“حكيم زياش رجل ذو قيم”
هذه الرسالة تعكس مدى تقدير الجمهور لمواقف زياش وتعتبره رمزا للوفاء بمبادئه مما يزيد من حجم الجدل حول أسباب استبعاده ويُبقي التساؤلات مطروحة حول العلاقة بين موقفه السياسي ووضعه في المنتخب.
يبقى استبعاد حكيم زياش من المنتخب الوطني المغربي قضية تتجاوز حدود الرياضة وتلامس قضايا أوسع ترتبط بحرية التعبير والمواقف السياسية. وفيما ينتظر الجمهور تفسيرات رسمية حول هذا القرار يستمر دعمهم للنجم المغربي كرمز للجرأة والالتزام بقيمه ومواقفه في انتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة عن مستقبله مع المنتخب.
عنوان من وضع رئاسة التحرير