قام الرئيس الجزائري, عبد المجيد تبون, أمس الأربعاء، بزيارة لمستشفى عين النعجة بالعاصمة الجزائرية, للإطمئنان على صحة زعيم حركة “بوليساريو” الانفصالية، الذي حل بالمستشفى في ساعات الصباح الباكر إثر وصوله إلى الجزائر قادما من إسبانيا.
ونقلت المنابر الإعلامية الجزائرية، تفاصيل هذه الزيارة والحديث الذي دار بين تبون وغالي, حيث أعرب الرئيس الجزائري عن دعم بلاده لجبهة البوليساريو، والأخير أعلن أنه سيعود إلى الميدان، في إيحاء بعودته لاستئناف الصراع على الصحراء المغربية مع المملكة ..
وهذه هي المرة الأولى, التي يتم فيها إذاعة الحوار بشكل مباشر بين رئيس الجزائر وزعيم البوليساريو, وبدا واضحا للمتتبعين اهتمام النظام الجزائري, بصحة زعيم الحركة الانفصالية، ورغبة بقاء إبراهيم غالي على قيد الحياة من أجل استمرار الصراع مع المغرب.
واعتبر مراقبون, أن الحوار والكلام الذي تفوه به رئيس الجزائر، والذي يحمل كافة صنوف الدعم والمساندة للبوليساريو، هو بمثابة كشف لحقيقة موقع الجزائر من صراع الصحراء المغربية، وإعلان صريح بأنها هي الطرف الأهم في هذا الصراع، وما البوليساريو سوى “صنيعة” في يدها.
كما يضيف مراقبون, أن تصريحات تبون تتنافى مع تصريحاته السابقة وتصريحات المسؤولين الجزائريين, عندما يتحدثون عن أن الجزائر ليست طرفا في الصراع, بينما الحقيقة وفق ما جاء في كلام تبون, هي أن الجزائر هي الطرف الحقيقي في هذا الصراع الذي عمّر طويلا.
ويبقى تكفل الجزائر بنقل زعيم البوليساريو إلى إسبانيا للعلاج, ثم ترحيله في طائرة خاصة, من أبرز الدلائل على أن الجزائر فاعل رئيسي قضية الصحراء المغربية، ولا يجب أن تتنصل من مسؤوليتها وفق ما تصريح سابق لوزير الخارجية المغربي, ناصر بوريطة.
جدير بالذكر, أن مدريد تترقب حاليا الخطوة المقبلة للمغرب بعدما سماحها بخروج إبراهيم غالي من ترابها نحو الجزائر, خاصة أن المغرب حذر إسبانيا من اتخاذ هذه الخطوة, فهل يكون صمت المغرب هو ذاك الصمت الذي يسبق العاصفة؟