قبل انطلاق الحملة الانتخابية بأشهر طرح موقع ” لوبوكلاج ” السؤال التالي على الباحث والناشط الأمازيغي الأستاذ أحمد عصيد
هل تتوقع كأمازيغي أن تتصدر الأحزاب التي تحمل الهم والمشروع الأمازيغي الانتخابات المقبلة في سبتمبر المقبل؟
جواب عصيد كان كالتالي: ضعف الأحزاب السياسية اصلا هو بسبب قوة النظام وهناك منطق خاطئ عند النظام السياسي في المغرب وهو أنه طالما أضعف الأحزاب السياسية كلما أصبح أكثر قوة، الا أن هذه العملية لا تعطي مصداقية للحياة السياسية وتجعل المواطنين يفقدون الثقة وينفرون وتساهم في زيادة العزوف السياسي، فالمواطن يعتبر أن لا جدوى من التصويت على الأحزاب اذا كانت ضعيفة، ومن هنا جاءت ظاهرة الاتجاه الملك مباشرة فتجد المواطنين يسلمونه رسائل إذا صادفوه في الشارع أو يرسلونها عبر الديوان الملكي، ولا يتوجهون إلى الحكومة، لأنهم فقدوا الثقة، وانا أرى أن الحياة السياسية الحقيقية وذات المصداقية هي بأحزاب قوية وليس بأحزاب ضعيفة، ويجب أن تفهم السلطة بأنه كلما توفرنا على أحزاب قوية وحياة سياسية ذات مصداقية ستكون السلطة أقوى، فالقوة الحقيقية للدول هي في إنجاح انتقالها نحو الديمقراطية وتحقيق ما نسميه ب”الترسيخ الديمقراطي”.
وخلال الحملة الانتخابية حاول موقع ” لوبوكلاج” أن يعيد طرح تقريبا ذات السؤال على رئيس التجمع العالمي الأمازيغي ، الإعلامي و الناشط الحقوقي رشيد الراخا:
ما موقف التجمع العالمي الأمازيغي من انخراط بعض الفعاليات الأمازيغية في الأحزاب السياسية المغربية؟
فكان رده كالتالي: اليوم نحن مقتنعون تماما بأن الأمازيغية تحتاج بالتوازي مع الترافع الحقوقي والمدني والنضال الميداني المستمر والذي لن يتوقف بالتأكيد، إلى النضال السياسي إن جاز التعبير من داخل دواليب القرار من أجل تحريك عجلة القضية الأمازيغية داخل هذه المؤسسات التي لم تفهم أو لم تستوعب بعض بأن الأمازيغية لغة رسمية للدولة شأنها شأن العربية، ولغة المؤسسات بقوة الدستور والقانون.
ونظرا لكل هذا التماطل الذي عاشته الأمازيغية في ظل حكومتي الإسلاميين، وهذا الإقصاء المتعمد والمخطط له من طرف هذا التيار المعادي للحقوق الأمازيغية والتي حاولت فرملة الأمازيغية الرسمية ومحاربتها ومحاصرتها في قوقعة ضيقة، إقتنع عدد من النشطاء والفعاليات الأمازيغية بضرورة اقتحام هذه المؤسسات والترافع سياسيا على القضية الأمازيغية؛
بالتالي موقفنا وقناعتنا واضح في هذا الصدد، ندعم كل المبادرات الجادة والمسؤولة التي من شأنها خدمة الأمازيغية؛ سواء الانخراط في بعض الأحزاب السياسية القائمة التي تتبنى الملف الأمازيغي أو تأسيس أحزاب جديدة للدفاع عن الأمازيغية أو مبادرات مدنية، أي شيء من هذا القبيل نحن ندعمه ونسانده عملا بمبدأ النسبية والعقلانية والحرية والقيم التي نؤمن بها
في ذات السياق أضاف مدير جريدة ” العالم الأمازيغي ” .
كنا نأمل أن تفك عقدة الأمازيغية التي أصابت هاته الأحزاب مجتمعة بعد ترسيمها؛ إلا أنها فضلت وتفضل دائما التقوقع في دائرتها الأيديولوجية الضيقة. وبعد الكثير من العمل الحقوقي والمدني وعلى مدى عشر سنوات، بدأت بعد بوادر الانفتاح على الأمازيغية تظهر، من خلال مبادرات قام بها على الخصوص حزب التجمع الوطني للأحرار، وفريقه البرلماني “التجمع الدستوري”.
والحقيقة، يقول الأستاذ الراخا ، هي أننا نأمل أن تخدم كل الأحزاب السياسية الدستور وفي صلبه الأمازيغية، لأن الأمازيغية لغة جميع المغاربة بدون استثناء؛ فمن الواجب على الجميع خدمتها وتفعيل رسميتها انطلاقا من موقعه، وعلى ذكر الأحزاب؛ فلا بد أن نشيد بحزب التجمع الوطني للأحرار برئاسة السيد عزيز أخنوش.
هذا الأخير هو الزعيم الحزبي الوحيد الذي وعد بتخصيص صندوق خاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية ضمن برنامج حزبه، بميزانية ستصل إلى 1 مليار درهم سنويا ابتداء من سنة 2025 ووعد بأنه سيبدأ بـ 200 مليون درهم انطلاقا من السنة الأولى و400 مليون درهم في السنة الثانية على أن يصل إلى مليار درهم سنويا سنة 2025..
لهذه الأسباب، اعتبرت العديد من المنظمات الأمازيغي أن انتصار التجمع الوطني للأحرار هو انتصار للأمازيغية. فبادرت إلى تهنئة رئيس الاحرار بفوزه الكاسح على الإسلاميين و تعيينه من طرف العاهل المغربي رئيسا للحكومة.
من بين هذه الهيئات الأمازيغية، التجمع العالمي الأمازيغي الذي بعث برسالة تهنئة جاء فيها على الخصوص :
باسم التجمع العالمي الأمازيغي، أود أن أتقدم لكم بأحر التهاني، واعبر لكم عن ارتياحنا لهذا الاستحقاق الانتخابي الأخير والإنجاز الذي أحرزه حزب التجمع الوطني للأحرار، وهو التكتل السياسي الذي تم تجديده تحت قيادتكم، خلال انتخابات 8 سبتمبر 2021/2971.
مما لا شك فيه أن أساس هذا الانتصار يعود في جزء كبير منه إلى امتلاككم صفات ومهارات الرجل والقائد والمنظم. كما يسعدنا أن نكون ملتزمين بجانبك ومقتنعين بأنك ستكون قادرًا على تشكيل وقيادة الحكومة المقبلة بما يحقق أفضل مصالح الأمة والشعب المغربي.
كما نود أن نهنئ بهذه المناسبة، جميع المواطنين الأمازيغ الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع للمساهمة، بشكل سلمي وديمقراطي، في التغيير السياسي والحكومي، وبشكل خاص أولئك الذين اختارواحزبكم ” بالتصويت الإيجابي “. وبالتالي المساهمة في التناوب الحزبي على رأس السلطة التنفيذية بروح الأخوة والود والأمل في مستقبل أفضل
حركة “أزافوروم” بعثت هي الأخرى بتهنئة إلى رئيس التجمع الوطني للأحرار، تقدم فيها رئيسها عبد الرحمن اليزيدي، أصالة عن نفسه وباسم أعضاء المكتب والمجلس الإداري ونيابة عن كل أعضاء الجمعية، تقدمت له فيها بأحر التهاني، بعدما حظي باستقبال ملكي وتعيينه رئيسا للحكومة.
كما جاء فيها “إن تعيينكم هذا هو نتاج عملكم الجاد والجبار بمعية مناضلي حزبكم طيلة الخمس سنوات الأخيرة، وهو ما كافأه المغاربة بمنح الأحرار صدارة انتخابات الثامن من شتنبر 2021”.
مضيفا “إذ نهنؤكم مجددا بفوز حزبكم في استحقاقات 2021 وبتعيينكم من طرف صاحب الجلالة رئيسا للحكومة، نعبر لكم عن استعدادنا للمساهمة بكل جدية في تنزيل الإجراءات الخاصة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية كما هو مسطر في برنامجكم الإنتخابي، ونتمنى لكم كامل التوفيق والنجاح في مهامكم الجديدة