لكل بلد ركائز ينبني عليها، ولكل دولة منظومة سياسية ومجتمعية تشكل أساس التقدم والاستمرار، ومما لا شك فيه أن المجتمع المدني من بين أهم هذه الركائز، لما له من دور مهم وفعال في التنمية، فيضطلع بتشكيل النظم الاجتماعية وتنظيم سير الدولة، ومما يزيد من أهميته كونه يشتغل حول المنسي من طرف الأجهزة الفاعلة في البلد.
ومن هنا فإن لهذا المجال فروع عدة ينشط حولها، ومن بين أشكاله: المنظمات غير الحكومية، الجمعيات، منظمات المجتمع المحلي، النقابات، وجمعيات العمل الخيري… وغيرها.
ومواضيع اشتغاله متعددة حسب غاية كل كيان جمعوي، أو منظمة غير حكومية، فنجد منه من يشتغل حول العمل التطوعي، ومنه من هو مهتم فقط بالشأن البيئي، أو الشأن السياسي، ومنه من يقوم بتقديم دورات أو تكوينات، أو مخيمات صيفية لفائدة الشباب.
ويبقى الدافع المشترك هو إرساء مبادئ التعددية والحرية، وكذلك بناء علاقة بين المجتمع والدولة.
ما الفائدة؟
لكل تكتل كيفما كان غاية وأهمية، وللحركة الجمعوية غاية حسنة في أحيان كثيرة، وذلك يتجلى في الأهداف التي يحققها، منها الدفاع عن قضايا محددة، وتعزيز حقوق الانسان وتوعية المواطنين والشباب بصفة خاصة، من خلال إثارة قضايا شائكة ولا تناقش في الحقل السياسي ولا داخل أسوار المؤسسات التعليمية.
كما يقوم بتقديم فرص العمل التطوعي داخل البلد أو خارجه، عن طريق المشاركة في تنظيمات دولية كبرى، كالتطوع مثلا في تنظيم فعاليات كأس العالم، أو المنتديات التي تشمل العديد من الدول.
أيضا تعزيز وتشجيع الشراكات العامة، وبين القطاع العام والقطاع الخاص، والمساهمة في وضع السياسات والخطط القائمة على أدلة، والقيام بأنشطة بغية رفع الوعي، والعمل على مساءلة الجهات المعنية في البلد، ثم ضمان صوت المهمشين والضحايا في المحافل المعنية.
ما وضعية المغرب؟
في السنوات القليلة الماضية أصبح العمل الجمعوي يحتل مكانة هامة في الوسط المجتمعي بالمغرب، وبرز دوره بشكل كبير، لما له من دور حيوي في تفعيل العديد من المشاريع المستدامة.
وأضحى المهتم الأول بالعمل الجمعوي هم الشباب، بحيث غالبية الجمعيات والمنظمات غير الحكومية تتكون من هذه الفئة. التي تلعب دورا هاما في إنعاش هذا القطاع.
والمتفق على أن حضور المجتمع المدني بالمغرب جد هام، وذلك من خلال تخصيص يوم وطني له، والذي يصادف 13 مارس من كل سنة، الذي يشكل محطة سنوية لإبراز الوظائف المتميزة والخدمات الجليلة التي تقدمها مختلف فعاليات المجتمع المدني لخدمة قضايا الشأن العام.
ولتثمين جهود جمعيات ومنظمات المجتمع المدني وتقييم واقع الحياة الجمعوية واستشراف آفاقها المستقبلية، وكذا الدعوة إلى تجديد أساليب عمل الجمعيات وإعادة الثقة في العمل الجمعوي.
جمعية معكم نموذجا:
هي مجموعة من الشباب المتطوعين، هدفهم الارتقاء بالعمل التطوعي بالمغرب، ومساعدة الفئات المهمشة وتسليط الضوء عليها، وفي هذا الصدد، صرح رئيس جمعية معكم، أن الجمعية عملها يرتكز على كل أنواع الأنشطة الخيرية، ومن أكبر هذه الأنشطة القوافل الطبية، التي تعتبر من أكبر القوافل في المغرب، وتشمل الملابس، وتوزيع القفف، وصيانة وترميم المساجد.
وأضاف المتحدث نفسه أن الجمعية مهتمة أيضا بإعداد روض للأطفال مجهز بالألعاب، ثم حفر الأبار، وفي شهر رمضان يتم إعداد موائد الرحمان. وقفف رمضان وتوزيع أضحية العيد للفئات المحتاجة. ويتم كذلك توجيه التلاميذ لاختيار المسار الأكاديمي المناسب لهم.
كل هذا لغاية أسمى، وهي مساعدة الناس المحتاجة، وإدخال الفرحة والبسمة في قلوب الناس، وأن الخير مازال في أبناء هذا الوطن.